18

Grand Introduction

Genres

فإذا تقدمت معرفته بحركات الكواكب وحالاتها تقدم هو أيضا بالاستدلال على حالات الأشخاص والقول فيها بما يكون من جميع أحوالها قبل كونها بزمان من الأزمنة فأحكام النجوم إنما قدر على علمها الأولون من مثل هذه الجهة التي ذكرنا فإن عرض فيه الخطاء فليس ذلك من قبل هذه الصناعة بل إنما ذلك من تقصير علم كثير من أهل النظر في هذه الصناعة عن الإحاطة بعلمها وضعفهم عن فهم لطائف الأسباب والعلل التي يقاس عليها بكنهها وقلة حذقهم بتأليف قوى حركات الكواكب وطبائعها في اتفاقها واختلافها في هذا العالم وذلك لأن صاحب هذه الصناعة يحتاج إلى أن يكون عالما بمجاري الكواكب ومسيرها وحالاتها ودرجها ودقائقها من برجها على الحقيقة في كل وقت يحتاج إليه وبمعرفة طبائع الكواكب وقواها الفاعلة في هذا العالم في أحوال السنة وتركيب الطبائع واتفاقها واختلافها وطبائع الأشياء وتركيبها وامتزاجها وكيفية النشوء والتوالد واختلاف أحوال الحيوان والنبات والمعادن وما يحدث في كل واحد منها عند تغيير الأزمنة في الأقاليم كلها وأشياء سنذكرها فيما يستقبل فإن قصر عن معرفة شيء مما ذكرنا أحد من أصحاب هذه الصناعة كان غير كامل لما يحتاج إليه في صناعة أحكام النجوم ولأن كثيرا ممن يستعمل هذه الصناعة لا يقدر أن يحيط علما بهذه الأشياء كلها للطافتها وغموضها واختلاف أسبابها وقواها فهم لا يسلمون في بعض الأوقات من الخطاء والزلل في بعض ما يحتاجون إلى النظر فيه

Page 74