============================================================
الاستعجال والتعشف، والله تعالى وليي العصمة برحمته.
وأما الكبر : فاعلم أنه خاطر في رفع النفس واستعظامها ، والثكثر اتباعه ، والضعة خاطو في وضع النفس واستحقارها ، والتواضع اتباعه، ولكل واحد منهما عامي وخاص فالتواضع العامي : هو الاكتفاء بالدون من الملبس والمسكن والمركب ، والتكثر في مقابلته الترقآع عن ذلك .
والتواضع الخاصي : هو تمرين النفس على قبول الحق ممن كان وضيعا أو شريفا، والتكبر في مقابلته الترفح عن ذلك ، وهو معصية كبيرة، وخطيئة عظيمهآ.
ثم حصن التواضع العائي أن تذكر مبدأك ومنتهاك، وما أنت عليه في الحال من ضروب الآفات والأقذار، كما قال بعضهم : (أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بينها تحمل العذرة)(1).
وحصن التواضع الخاصي : هو ذكر عقوبة العادل عن الحق، المتمادي في الباطل ، فهلذه جملهآ كافية لمن استبصر ، والله ولي التوفيق.
الفصل الخامس : البطن وحفظه: ثم عليك - وفقك الله- بحفظ البطن وإصلاحه؛ فإنه أشق الأعضاء إصلاحا على المجتهد، واكثرها مؤنة وشغلا، وأعظمها ضررا وأثرا ؛ لأنه المنبع والمعدن، ومنه تهيج الأمور في الأعضاء؛ من قوة وضعف، وعفة وجماح ونوه فعليك إذن بصيانته عن الحرام والشبهة أولا ، ثم عن فضول الحلال ثانيا إن كانت لك همة في عبادة الله تعالى.
Page 128