============================================================
فأما الحرام والشبهة : فإنما يلزمك البحث عنهما لثلاثة أمور: اؤلها : حذرا من نار جهنم، قال الله سبحانه وتعالى : إن الذين يأكلون أموال اليتلمى ظلما إنما يأ كلون فى بطونهم نارا وسيضلور سعيرا وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"(1).
والثاني : أن اكل الحرام والشبهة مطرود لا يوفق للعبادة ؛ إذ لا يصلح لخدمة الله تعالى إلا كل طاهر مطهر.
قلث أنا: أليس الله تعالى قد منع الجنب من الدخول إلى بيته، والمحدث عن مس كتابه ؟ قال عز من قائل : { ولا جنبا إلاعايرى سبيل حتى تعتسلوا } ، وقال تعالى: لايمس إلا المطهرون} ، مع أن الجنابة والحدث أمر مباح، فكيف بمن هو منغمس في قذر الحرام، ونجاسة الشحت والشبهة، متى يدعى إلى خدمة الله العزيز وذكره الشريف سبحاته ؟! كلا فلا يكون ذلك أبدا .
وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله : الطاعة مخزونة في خزائن الله ، ومفتاحها الدعاء، وأسنانه الحلال، فإذا لم يكن للمفتاح أسنان.. فلا ينفتح الباب، وإذالم ينفتخ باب الخزانة. . كيف يوصل إلى ما فيها من الطاعة ؟!
والثالث : أن آكل الحرام والشبهة محروم من فعل الخير ، وإن اتفق له فعل خير. فهو مردود عليه غير مقبول منه ، فإذن لا يكون له من ذلك إلأ العناء والكذ وشغل الوقت ، قال صلى الله عليه وسلم : 0 كم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر ، وكم من صائم ليس له من صيامه إلأ الجوع والظمأ "(2).
Page 129