============================================================
فإن قيل : كيف نعلم أن له فيها صلاحا أو فسادا لننصحه أو نحسده ؟
فاعلم : أنه قد يقوم لنا غالب الظن بذلك ، وغلبه الظن منا تجري مجرى العلم في هلذه المواضع.
ثم إن اشتبه عليك.. فلا ترد زوال نعمة أحد من المسلمين أو بقاءها الا مقيدا بالتفويض وشرط الصلاح؛ لتخلص من حكم الحسد، ويحصل لك فائدة النصيحة.
وأما حصن التصيحة المانع من الحسد : فهو ذكر ما أوجبه الله تعالى من موالاة المسلمين، وحصن هلذا الحصن ذكر ما عظم الله تعالى من حق المؤمن ورفع من قدره، وما له عند الله تعالى من الكرامات العظيمة في العقبى ، وما لك فيه من الفوائد الجليلة في الانيا؛ من التعاون والتظاهر، والجماعات والجمعات، ثم ما ترجو من شفاعته في الاخرة.
فهلذه ونحوها مما يبعث على التصح لكل مسلم، ويجنبك أن تحسده في نعمة أعطاه الله تعالى إتاها، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق بفضله.
وأما العجلة : فإنها المعنى الراتب في القلب ، الباعث على الإقدام على الأمر بأول خاطر ، دون التوقف فيه والاستطلاع منه ، بل الاستعجال في اتباعه والعمل به، وضدآها الأناة، وهو المعنى الراتب في القلب، الباعث على الاحتياط في الأمور، والنظر فيها، والتأني في اتباعها، والعمل بها.
وأما التوقف : فضده التعسف ، قال شيخنا رحمه الله تعالى : الفرق بين التوقف والتأني : أن التوقف قبل الدخول في الأمر حتى يستبين له رشده ، والتأني بعد الدخول فيه حتى يؤدي لكل جزه منه حقه.
ثم مقدمات الأناة : ذكر وجوه الخطر في الأمور التي تعترض للإنسان ، وضروب الأفات المخوفة فيها، وذكرما في النظر والثثبت من السلامة ، وما في التعسشف والاستعجال من الندامة والملامة وهلذه وأمثالها مما يبعث على التأني والتوقف في الأمور، ويمنع من 12
Page 127