La voie des adorateurs

Al-Ghazali d. 505 AH
179

La voie des adorateurs

منهاج العابدين

Genres

============================================================

منها بريء ، ومات على ذلك ، فدخل الفضيل منزله وجعل يبكي أربعين يوما لم يخرج من البيت ، ثم رآه في النوم وهو يسحب إلى جهنم ، فقال : بأي شيء نزع الله المعرفة منك وكنت أعلم تلامذتي ؟ قال : بثلاثة أشياء : أؤلها : بالنميمة؛ فإني قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك .

والثاني : بالحسد؛ فإني حسدت أصحابي والثالث : كان بي علة ، فجئت إلى الطبيب فسألته عنها ، فقال : تشرب في كل سنة قدحا من خمر، فإن لم تفعل. . تبق بك العلة، فكنت أشرئه.

نعوذ بالله من سخطه الذي لا طاقة لنا به ثم أذكر حال رجلين آخرين : أحدهما: ما حكي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى : أنه لما أحتضر.. نظر إلى السماء فضحك وقال : { ليثل هذا فليعمل العكملون} وسمعت إمام الحرمين رضي الله عنه يحكي عن الأستاذ أبي بكر رحمه الله أنه قال : كان لي صاحث أيام التعليم ، وكان مبتديا كثير الجهد في التعلم، تقيا متعبدا، وكان لا يحصل له مع ذلك الاجتهاد إلا القليل، وكنا نتعجب من حاله، فمرض فلزم مكانه بين الأولياء في الرباط ولم يدخل إلى بيت المرضى، وكان يجتهد مع مرضه، فأشتدث به الحال وأنا إلى جانبه ، فبينما هو كذلك..

اذ شخص ببصره إلى السماء ثم قال لي : يا بن فورك؛ ليثل هذذا فليعمل العكملون}، وتوفي عند ذلك رحمة الله عليه .

وأما الآخر : فنحو ما روي عن مالك بن دينار رحمه الله أنه دخل على جار له أحتضر، فقال له : يا مالك ؛ جبلان من نار بين يدي أكلف الضعود عليهما، قال : فسألت أهله فقالوا : كان له مكيالان، يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر ، فدعوت بهما، فضربت أحدهما بالآخر حتى كسرتهما ، ثم سألت الرجل فقال : ما يزداد الأمز علي إلأ عظما .

وأما القبر والحال بعد الموت : فأذكر فيه حال رجلين : 21

Page 213