La voie des adorateurs

Al-Ghazali d. 505 AH
180

La voie des adorateurs

منهاج العابدين

Genres

============================================================

أحدهما : ما ذكر عن بعض الصالحين [أنه] قال : (رأيت سفيان الثوري في النوم بعد موته، فقلت : كيف حالك يا أبا عبد الله؟ فأعرض عني وقال : ليس هلذا زمان الكنى ، فقلت : كيف حالك يا سفيان؟ فأنشأ يقول : (من الطويل) نظرت إلى ربآي عيانا فقال لي هنيئا رضائي عنك يا بن سعيد لقد كنت قواما إذا الليل قد دجا بعبرة مشتاق وقلب عميد فدونك فأختز أي قصر تريده وزرني فإني عنك غير بعيد) (1) والرجل الثاني : ما ذكر أن بعضهم رثي في النوم شاحب اللون ، مغلولة يداه إلى عنقه ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فأنشد يقول : [من المتقارب] وى زمان لعيا به وهذا زمان بنا يلعي وحال رجلين آخرين : أحذهما : ما روي عن بعض الصالحين أنه قال : كان لي أبن أستشهد، فلم أره في المنام إلى ليلة توفي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، إذ تراءى لي تلك الليلة ، فقلت : يا بني؛ ألم تك ميتا ؟1 فقال : لا ، وللكني أستشهدت ، وأنا حي عند الله تعالى أرزق، فقلت : ما جاء بك؟ قال : نودي في أهل السماء : ألا لا يبقى نبي ولا صديق ولا شهيد إلأ وحضر الصلاة على عمر بن عبد العزيز، فجئت لأشهد الصلاة عليه، ثم جيتكم لأسلم عليكم وأما الآخر : فما روي عن هشام بن حسان أنه قال : مات لي أبن حدث ، فرأيته في المنام ، فإذا هو أشيب ، فقلت : يا بني؛ ما هذا الشيب؟ فقال : لما قدم علينا فلان.. زفرت جهنم لقدومه زفرة لم يبق منا أحد إلآ شاب.

نعوذ بالله الرحيم من العذاب الأليم.

وأما القيامة : فتأمل قول الله تعالى : يوم نحشر المتقين إلى الرخمن وفدا * ونسوق الشجرمين إلى جهنم وردا

Page 214