فأما ما يؤخذ من الشجرة فيغرس في شجرة أخرى مثل المطعم الذي يقنح موضع الغصن في شجرة فيجعل كأنه 〈من〉 أصل غصن شجرة أخرى فيطعم منه ويثمر ثمارا لا تشبه ثمار الشجرة التي هو فيها فذلك لأن فيها غذاء من الأصل الذي أخذ من وهو يغتذي أيضا من الشجرة التي 〈هو〉 فيها فيصير منه عروق دقاق في الشجرة التي هو فيها ويجتذب رطوبة من الشجرة التي هو فيها أولا ثم إنه تطول عروقه فتصل إلى الأرض. إذا استمسك فتجذب حينئذ الغذاء من الأرض ولا ينبغي لنا أن نعجب من تغير الثمار التي يثمر ذلك الغصن في الشجرة التي هو فيها لأنه قد يغتذي من الأرض كما يغتذي من الشجرة.
أكتفي بهذه الأقاويل التي قلت في الشجر والثمار لأنه لا يستقيم لي أن أتم الكتاب بالقول في الشجر والنبات لأني إن أردت أن أتم الكلام الذي ينبغي أن يتكلم به في الشجر طال القول.
[chapter 27]
ولكني أرجع إلى ما كنت فيه فأقول في جميع ما ينبت في الأرض وأخبر أن جميع الزروع لها في طبائعها أن تجذب الرطوبة من الأرض.
إنه كما أن هذه تجذب الرطوبة من الأرض كذلك الجنين أيضا يغتذي من الأم ويربى في الرحم وإنما يكون الجنين الصحيح والمريض من قبل صحة أمه ومرضها.
Page 77