[chapter 23]
والشجر أيضا إنما يكون من الغرس على هذه الحال. يؤخذ قضيب من الشجر فيغرس في الأرض فإذا غرس جذب من الأرض رطوبة واغتذى بها وإذا اغتذى أرسل عروقا في الأرض ولا ينبت إلى فوق عاجلا ولكن الهواء يحرك الرطوبة في أصل القضيب في الأرض ويثقله جدا حتى يتشعب منه عروق لينة في الأرض.
إن إذا غرس القضيب في الأرض جذب رطوبة من الأرض فجرت الرطوبة فيه حتى تبلغ إلى رأسه إلى فوق الأرض وينتفخ كله ويكون فيه روح حياة الأشجار ومن القوة الخفيفة التي فيه يصير فيه ورق وينبت وينمو أسفل في الأرض ويصير إلى فوق والزرع مخالف للغرس وما ينبت في الأرض.
إن بين الغروس إلى الزروع خلافا كثيرا لأن الزروع أول ما ينبت فيها ورق ثم ينبت فيها عروق أسفل وأما الغرس فإنما ينبت أولا عروقه في الأرض وينبت منه ورق وقضبان فوق فإذا بلغ الغذاء إلى رأس القضيب وامتلأ القضيب من الغذاء أفرع.
إن الزرع إنما تريد أن تربى قليل فلذلك لا تجذب من الرطوبة كثيرا لأنها إذا جذبت من الغذاء قليلا انتفخت بالقوة التي فيها وينبت ورقها وهي تكتفي برطوبة ورقها حتى ينبت لها عروق في الأرض.
Page 71