Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

Ibn Taghri birdi, l'Atabaki d. 874 AH
164

Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Chercheur

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Maison d'édition

دار الكتب المصرية

Lieu d'édition

القاهرة

ثمَّ أحضروا من بَغْدَاد [إِلَى سامرا]- وَهِي يَوْمئِذٍ دَار الْخلَافَة - مُحَمَّد ابْن الواثق - وَكَانَ المعتز قد أبعده إِلَى بَغْدَاد - فَسلم إِلَيْهِ المعتز الْخلَافَة، وَبَايَعَهُ ولقبوه: الْمُهْتَدي. ثمَّ أخذُوا المعتز بعد خمس لَيَال من خلعه وأدخلوه الْحمام؛ فَلَمَّا تغسل [عَطش] وَطلب مَاء؛ فمنعوه حَتَّى كَاد يهْلك [وَهُوَ يطْلب المَاء، ثمَّ أخرج وَهُوَ ميت] عطشا؛ فسقوه مَاء بثلج فشربه وَسقط مَيتا. وَكَانَت موتته فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَله أَربع وَعِشْرُونَ سنة. وَقيل: ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة. وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة [عشر يَوْمًا] . قلت: وَبعد قَتله أمسك صَالح بن وصيف وَغَيره أمه قبيحة وصادروها؛ فوجدوا عِنْدهَا ألف ألف دِينَار [عينا]، وَنصف إِرْدَب زمرد، وَنصف أردب لُؤْلُؤ، وويبة ياقوت أَحْمَر، وَأَشْيَاء كَثِيرَة غير ذَلِك؛ فَحمل [جَمِيع] ذَلِك لإبن وصيف؛ فَقَالَ ابْن وصيف: قَاتل الله قبيحة؛ عرضت ابْنهَا للْقَتْل وَعِنْدهَا هَذِه الْأَمْوَال الْعَظِيمَة. ﴿﴾ ثمَّ أخرجت قبيحة [الْمَذْكُورَة] إِلَى مَكَّة على أقبح وَجه؛ فأقامت بهَا [إِلَى أَن] مَاتَت.

1 / 166