قال القاضى: يقال إن له ثلاثة وثلاثين كتابا في الدقيق والجليل، وبلغ حظه في الدين، أنه كان مطالبا بمال من جهة السلطان، وقد غرز في أظافيره أطرف القصب.
وكان ينقض، مع ذلك، على ابن الراوندي «1» كتبه الأربعة.
وبلغ من السلطان بأصفهان المبلغ العظيم حتى كان يقال: ربما يحضر الجامع فيكون بين يديه نحو ألف رجل.
وكان يدعو الله أن يميته فقيرا، فحكى عمن دخل عليه في آخر عمره، وتأمل كل الذي في داره، فعساه لا تبلغ قيمته إلا الشيء اليسير.
قال القاضي: رأيت ابنته بأصفهان، ولها سن كبير، وهي على طريقة أبيها في الزهد.
وأخذ المذهب عن يحيى بن بشر الإرجائى، وقد كان ورد عليه، وكانت طريقته في الأكثر طريقة أبي الهذيل خاصة.
ومن هذه الطبقة، أبو الحسن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن البرذعي.
قال القاضي: وكان نبيلا فاضلا، ينسب إلى عباد بن سليمان، وعباد من تلامذة هشام الفوطي، وحكي عن أبي علي أنه قال: «كان أبو الحسن، إذا كلمني في الخلوة، يلين للحق، وإذا كلمني في جمع، أجده بخلاف ذلك.
Page 76