وكان معظما ببغداد إذ قيل أنه سأل أبو العباس الحلبي أبا الحسن البرذعى: «ما الدليل على أن الاستطاعة قبل الفعل؟» فقال : قوله تعالى «عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين «2». فأخير أنه قوى قبل أن يفعل. قال الحلبى: «كذب العفريت وقوله غير مقبول، كقوله المعتزلة» فقال البرذعى: ما أجرأك، ويحك إن الله تعالى لم يكذب، ولم ينكر عليه سليمان، الله تعالى إذا أخبر عن قوم يكذب كذبهم ألا ترى إلى قوله تعالى «غلت أيديهم «1»». وقوله «لو استطعنا لخرجنا معكم» «2»، ثم قال «وإنهم لكاذبون» «3» أفتكذب من لم يكذبه الله، وتنكر على من لم ينكر عليه سليمان نبي الله؟» فانقطع الحلبي.
وعن أبي الحسن البرذعي، قال في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا ذكر القدر، فأمسكوا أن تضيفوا إلى الله تعالى، ما لا يليق بقوله، ولا تقولوا ما قاله الكفار، إن الله أمرهم بالفواحش وقدرها عليهم». «4»
ونظيره، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا ذكرت النجوم فأمسكوا». معناها أمسكوا عما يقول به جهال الفلاسفة، من أنها المدبرة للعالم بما فيه.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا ذكر اصحابي فأمسكوا، لم يرد أمسكوا عن محاسبتهم، لكن أراد أمسكوا عن ال؟؟؟ القبيح فيهم، وكذلك قوله في القدر. وللبرذعي مناظرات كثيرة وكتب واصحاب.
ومنها: أبو مضر بن أبي الوليد بن أحمد بن ابي داود القاضي. ومن هذه الطبقة: غيرهم، أي غير هؤلاء الذين ذكرناهم بأسمائهم، فمنهم: أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني، صاحب التفسير، والعلم الكبير.
وجمعت حضرة الداعي، محمد بن زيد، بينه وبين أبي القسم البلخي، والناصر للحق عليه السلام، وكل واحد فريد عصره، ووحيد دهره.
Page 77