** المطلب الثاني في الحركة
المشهور عند المتكلمين أن الحركة عبارة عن حصول الجسم في حيز (1)، بعد ان كان في حيز آخر (2)، والأوائل قالوا : الموجود يستحيل أن يكون بالقوة من كل وجه ، فإن كونه موجودا حاصل له بالفعل بل إن كان موجودا بالقوة فمن وجه دون آخر ، فخروجه من القوة الى الفعل إن كان على التدريج كان حركة ، وإن كان دفعة فهو الكون ، فالحركة كمال أول لما بالقوة من حيث هو بالقوة.
ثم جعلوا الحركة اسما لمعنيين :
** أحدهما :
القطع ، وبهذا المعنى ليس للحركة وجود إلا في الأذهان لا في الأعيان ، لأنها إنما توجد بتمامها إذا انقطعت الحركة.
** الثاني :
الأعيان.
وعرفها الرازي بانها هي الحدوث او الحصول او الخروج من القوة الى الفعل يسيرا يسيرا او بالتدريج او لا عن دفعة ، جاء ذلك في : المباحث المشرقية ج 1 ص 547.
واورد على التعريف الاخير بانها تبتني على فهم معنى الزمان والزمان عبارة عن مقدار الحركة فيلزم الدور ، ثم نقل تعريفا آخر عن المتقدمين قريبا مما نقله العلامة هنا عن الاوائل (نفس المصدر ج 1 ص 548).
انظر عن بحث الحركة بالتفصيل : الاسفار الاربعة ج 3 ص 21.
Page 119