قلنا : ولم قلتم إن الواحد منا لا يفعل تجدد الوجود؟ ثم لم قلتم : إن الواحد منا يوجد ذاتا وانتم لا تنازعون الا في هذا ، فإن أفعالنا في الشاهد الأكوان وهي صفات وأنتم لا تثبتون للصفات صفة وجود ، وما عدا الأكوان من صفات القلوب والاعتمادات والتأليف والأصوات فهي أيضا صفات ومع ذلك فهي غير باقية فكيف ثبتت لها صفة حال البقاء.
وقولكم : يكون باقيا مبتدئا ، إن عنيتم به أنه لم يكن له وجود من قبل مع فرض ثبوت الوجود له فهو متناقض ، وإن عنيتم به تجدد صفة بعد ثبوت صفة أخرى من قبل فهو عين المتنازع في استحالته ، ولهم تطويلات اخرى في هذا الباب أعرضنا عنها لقلة الفائدة.
Page 118