الأسد الدب وكر راجعًا ونجا الرجل بإذن الله تعالى (للقليوبي)
حمار وثور
٩٩ زعموا أنه كان لبعضهم حمار قد أبطرته الراحة وثور قد أذله التعب. فشكا الثور أمره يومًا إلى الحمار وقال له: هل لك يا أخي أن تنصحني بما يريحني من تعبي هذا الشديد. فقال له الحمار: تمارض ولا تأكل علفك فإذا كان الصباح ورآك صاحبنا هكذا تركك ولم يأخذك للحراثة فتستريح. قالوا: وكان صاحبهما يفهم بلسان الحيوانات ففهم ما دار بينهما من الحديث. ثم إن الثور أخذ بنصيحة الحمار وعمل بموجبها. ولما أقبل الصباح حضر صاحبهما فرأى الثور غير آكل علقه فتركه وأخذ الحمار بدله. وحرث عليه كل ذلك اليوم. حتى كاد يموت تعبًا. فندم على نصيحته للثور. ولما رجع عند المساء قال له الثور: كيف حالك يا أخي. فقال: بخير غير أني سمعت اليوم ما قد هالني عليك. فقال له الثور: وما ذاك. قال الحمار: سمعت صاحبنا يقول إذا بقي الثور هكذا مريضًا يجب ذبحه لئلا نخسر ثمنه. فالرأي الآن أن ترجع إلى عادتك وتأكل علفك خوفًا من أن يحل بك هذا الأمر العظيم. فقال له الثور: صدقت. وقام للحال إلى علفه فأكله. فعند ذلك ضحك صاحبهما (مغزاه) من كان قليل الرأي عمل ما كانت عاقبته وبالًا عليه (ألف ليلة وليلة)
1 / 40