Les Nuits des Mille Nuits

Naguib Mahfouz d. 1427 AH
180

Les Nuits des Mille Nuits

ليالي ألف ليلة

Genres

فابتسم الشيخ برقة، وقال للسندباد: إذا سلمت منك نفسك فقد أديت حقها، وإذا سلم منك الخلق فقد أديت حقوقهم.

فهوى السندباد على يده فقبلها، ثم نظر إلى الطبيب ممتنا، وهم بالقيام غير أن الطبيب وضع يده على منكبه وقال: اذهب مصحوبا بالسلامة، ثم عد محملا بالماس والحكم، ولكن لا تكرر الخطأ.

فتجلت في عيني السندباد نظرة حيرى، فقال المهيني: لم يطر الرخ بإنسان قبلك، فماذا فعلت؟ تركته عند أول فرصة منجذبا ببريق الماس. - بل لم أكد أصدق بالنجاة.

فقال المهيني بحماس : الرخ يطير من عالم مجهول إلى عالم مجهول، ويثب من قمة الواق إلى قمة قاف فلا تقنع بشيء؛ فهي مشيئة ذي الجلال!

وكأن السندباد قد شرب عشرة أرطال من الخمر.

البكاءون

1

هجر العرش والجاه والمرأة والولد .. عزل نفسه مقهورا أمام ثورة قلبه، في وقت تناسى فيه شعبه آثامه القديمة الماضية .. اقتضت تربيته زمنا غير قصير .. لم يقدم على الخطوة الحاسمة حتى استفحل في باطنه الخوف وهيمنت رغبته في الخلاص .. غادر قصره بليل، عليه عباءة خفيفة وبيده عصا، مستسلما للمقادير .. أمامه سبيل للسياحة كما فعل السندباد، وسبيل إلى دار البلخي، وثمة مهلة للتدبر .. قادته قدماه إلى الخلاء قريبا من اللسان الأخضر فترامى إلى أذنيه صوت غريب .. أنصت تحت هلال في السماء الصافية فأيقن من أنه يسمع نحيبا جماعيا! .. قوم يبكون في هذا الخلاء؟ مضى نحو مصدر الصوت في حذر حتى استقر وراء نخلة .. رأى صخرة كالقبة، ورجالا يتربعون حيالها في خط مستقيم .. لا يكفون عن البكاء .. ثار فضوله وتناوبته الأفكار .. وإذا برجل منهم ينهض فيمضي إلى الصخرة وينهال عليها ضربا بقبضته، ثم يرجع إلى مجلسه ويواصل البكاء مع الباكين .. أحد شهريار بصره فعرف في الرجال جملة من رعاياه السابقين، سليمان الزيني، والفضل بن خاقان، وسامي شكري، وخليل فارس، وحسن العطار، وجليل البزاز .. فكر أن يقتحم مجلسهم ليكشف سرهم، ولكن الحذر شده إلى موقفه .. وقبيل الفجر قام أحدهم وقال: آن لنا أن نرجع إلى دار العذاب!

فكفوا عن البكاء وقاموا وهم يتواعدون على اللقاء غدا، ثم مضوا نحو المدينة كالأشباح.

2

Page inconnue