الاسم "الله" بالوضع إنما مسماه ذات الحق تعالى عينها، الذي بيده ملكوت كل شيء. وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن كل اسم إلهي يتضمن أسما التنزيه من حيث دلالته على ذات الحق تعالى، ولكن لما كان ما عدا الاسم الله من الأسماء مع دلالته على ذات الحق تعالى يدل على معنى آخر من نفي أو إثبات من حيث الاشتقاق لم تقو أحدية الدلالة على الذات قوة هذا الاسم كالرحمن وغيره من الأسماء الإلهية الحسنى، وقد عصم الله تعالى هذا الاسم العلم أن يتسمى به أحد غير ذات الحق ولهذا قال في معرض الحجة على امن نسب الألوهية إلى غير الله تعالى: (قل ستوهم) [الرعد: 33] فلو اموهم ما قالوا إلا بغير الاسم الله؛ فقد علمت أن الاسم الله يدل على الذات بحكم المطابقة كالأسماء الأعلام على مسمياتها وأطال في ذلك فتأمل اهذا المحل وحرره والله يتولى هداك وقال: ليس في أسماء الله اسم مرادف قط للاتساع الإلهي بل ليس في الوجود كله تكرار جملة واحدة.
اوقال في حديث "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة" : قد خرج بذلك ما أخذناه نحن من طريق الاشتقاق اعلى جهة المدح فإنها لا تحصى كثرة وهذه التسعة والتسعون اسما لم نقدر اعلى تعيينها من وجه صحيح لأن الأحاديث الواردة فيها كلها مضطربة لا اصح منها شيء وكل اسم إلهي يحصل لنا من طريق الكشف فلا نورده في كتاب وإن كنا ندعو به في نفوسنا لما يؤدي إليه ذلك من الإنكار علينا وأطال في ذلك.
وقال في الباب الثامن والسبعين ومائة : معنى حبنا لربنا أن نحب الأشياء من أجله ونبغض الأشياء من أجله، ليس غير ذلك؛ لانتفاء المجانسة اينه تعالى وبيننا، يقول الله عز وجل يوم القيامة لمن ادعى محبته : "هل اواليت لي وليا أو عاديت لي عدوا" كما ورد.
وقال في قوله تعالى: (قل فله الحكجة البلغة) [الأنعام: 149]: في هذه الآية دليل على أن الله تعالى ما كلف عباده إلا ما يطيقونه عادة فلم يكلفهم
Page inconnue