إنا نحن نزلنا الذكر [الحجر: 29 وكذلك حرف كاف الخطاب نحو: إنك أت العزيز الحكير) [البقرة: 129] فهذه كلها أسماء ضمائر، وإشارات وكنايات عم كل مضمر ومخاطب ومشار إليه ومكنى عنه، وأمثال هذه ومع ذلك فليست أعلاما ولكنها أقوى في الدلالة من الأعلام فإن الأعلام قد تفتقر إلى النعوت وهذه لا افتقار لها. قال: وأما لفظة هو فهي أعرف عند أهل الله من الاسم الله في أصل الوضع لأنها تدل على هوية الحق التي لا يعلمها إلا هو وأطال في ذلك.
اقلت: وذكر الشيخ أيضا في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة ما نصه: اعلم أنه ثم أسماء الهيئة تطلب العالم ولا بد كالاسم الرب، والقادر، اوالخالق، والنافع، أو الضار، والمحيي، والمميت، والقاهر، والمعز اوالمذل، ونحو ذلك؛ وثم أسماء الهيئة لا تطلب العالم ولكن تستروح منها اننفس من أسماء العالم كالغني، والعزيز، والقدوس، وأمثال هذه الأسماء.
قال: وما وجدنا لله تعالى أسماء تدل على ذاته خاصة من غير تعقل امعنى زائد على الذات أبدا فإنه ما ثم اسم إلا على أحد أمرين إما يدل على لفعل وهو الذي يستدعي العالم ولا بد وإما يدل على تنزيه وهو الذي يستروح امنه صفات نقص كون تنزه الحق تعالى عنها غير ذلك ما أعطانا الله فما ثم ام علم ما فيه سوى العلمية لله تعالى أصلا إلا إن كان ذلك في علمه وما استأثر به في غيبه مما لم يبده لنا. قال: وسبب ذلك أنه تعالى ما أظهر أسماءه لنا إلا للثناء بها عليه فمن المحال أن يكون فيها اسم علم أصلا؛ لأ ن الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المسمى لكنها أسماء أعلام المعاني التي ادل عليها وتلك المعاني هي التي يثنى بها على من ظهر عندنا حكمه بها فينا اهو المسمى بمعانيها، والمعاني هي المسماة بهذه الأسماء اللفظية كالعالم ووالقادر وباقي الأسماء فلله الأسماء الحسنى وليست إلا المعاني لا هذه الألفاظ لأن الألفاظ لا تتصف بالحسن والقبح إلا بحكم التبعية لمعانيها الدالة ونظم خاص يسمى اصطلاحا انتهى
Page inconnue