وللقاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي الحنفي:
رضيت من الدنيا بقوت يقيمني. . . ولا ابتغي من بعده أبدا فضلا
ولست أروم القوت إلا لأنه. . . يعين على علم أرد به الجهلا
فما هذه الدنيا بطيب نعيمها. . . لأصغر ما في العلم من نكتة عدلا
فهذه رحمة الله عرف مقدار العلم؛ فلا جرم زهد في الدنيا، وقنع منها بالقوت، وحصل على رياض العلم ومتنزهاته، ومحاسن أوجه وطيب أوقاته.
وما أجود أبيات القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني من أصحابنا في صيانة العلم وترك التبذل به، وهي قصيدة نفيسة منها:
ولو أن أهل العلم صانهم. . . ولعظموه في النفوس لعظما
ولكن أذالوه فهان ودنسوا. . . محياه بالأطماع حتى تهجما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما. . . بدا طمع صيرته لي سلما
وأقبض خطوي عن فضول كثيرة. . . إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
/ يقولون هذا منهل قلت قد أرى. . . ولكن نفس الحر تحتمل الظما
وماذا عسى الدنيا وإن جل خطبها. . . ينال بها من صير الصبر مطعما
1 / 91