جهله فزلوا في علم الأصول والفروع أنواعًا من الزلل، وأخطؤوا فيها ضروبًا من الخطأ والخطل. قال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول سمعت أيوب السختياني يقول: عامة من تزندق بالعراق لجهلهم بالعربية.
وقال الزهري: إنما أخطأ الناس في كثير من تأويل القرآن لجهلهم بلغة العرب.
قلت:
وسبب الخطأ حمل الألفاظ مطلقًا على ظواهرها، وانصراف الأذهان عن مجاري كلام العرب، والغفلة عن كثرة تصرفاته تفننه ومذاهبه التي لا يعقلها إلا العالمون به. وهو لغة صاحب الشريعة المنزل على لغته كلام مرسله، المبلغ ما أنزل إليه من ربه المبين له ﷺ.
وكل علم من هذه العلوم بحر زاخر، لا يحصل على درره إلا كل سابح ٍ غواصٍ ماهرٍ، ولا سبيل إلى الإحاطة بجميعها لفاضل، فليمتثل ما / أشار إليه القائل:
ما حوى العلم جميعا أحد ... لا ولو مارسه ألف سنه
إنما العلم بعيد غوره ... فخذوا من كل شيء أحسنه
قيل لبعض الحكماء: من يعرف كل العلم؟ فقال: كل الناس.
يعني كل العلم الذي آتاه الله خلقه لا يعرفه إلا جميعهم، ولا يعرف العلم بأسره مطلقًا إلا خالقهم ﷿.
1 / 63