من الفقه أنبياء، يرضون من الله باليسير من الرزق، ويرضى الله منهم باليسير من العمل.
وقال سفيان بن عيينة:/ لم يعط أحد بعد النبوة شيئًا أفضل من العلم والفقه.
والله در القائل:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلا الحديث والفقه في الدين
ولقد أحسن الآخر في قوله:
غاية العلم بعيد غورها ... إنما العلم بحور زاخرة
فعليك الفقه منه تحتوي ... شرف الدنيا والآخرة
فالفقه عميم الفائدة عظيم الجدوى، وإليه المرجع في الأحكام والفتوى،
فليطلب بفضل عناية مصحوبة بالتقوى، فهو ثمرة تلك الأصول المباركة والطريقة
المثلى.
واعلم أن استخراج مسائل الفقه وتحقيقها متوقف على إحكام علم أصول الفقه، وإتقان كل هذه العلوم متوقف على التبحر في معرفة علم اللسان العربي، من وجوهه وطرقه ومجازه ومجازي استعماله؛ ولهذا ضل كثير ممن
1 / 62