وقال فى خطائهم الثانى هذا القول:
ويستعملون معنى واحدا بعينه من غير أن يدعوا دعوى واحدة، فسيدل ذلك منهم على أنهم لا يعلمون ما يأتون.
فدل بهذا القول أيضا على أنهم يدعون أقاويل مختلفة، متضادة، ثم يرومون أن يأتوا عليها ببرهان واحد بعينه، من غير أن يشعروا. ولذلك قال:
إن الذى يتهيأ له منهم أن ينبسط لسانه عند العوام بأكثر ما ينبسط لسان غيره هو الذى يظن أنه الغالب فى الحجة.
وأحسن فى تسمية الرعاع من الناس ممن لم يعرف قط ما البرهان «عواما». ولذلك قد أتى بعد هذا القول بقول آخر، فأصاب فيه، حين قال:
Page 58