La rumeur des signes de l'heure

Ibn Cabd Rasul Barzanji d. 1103 AH
28

La rumeur des signes de l'heure

الإشاعة لأشراط الساعة

Maison d'édition

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا مِتَّ اقتحموا. وفي "صحيح البخاري": أنَّ أبا وائل قال: قلنا لحذيفة ﵁: أَعلِمَ عمرُ مَن الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أنَّ دون غدٍ الليلة، إني حَدّثته حديثًا ليس بالأغاليط. قال: "فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر". وحاصل معنى هذه الأحاديث: أنه ﷺ شَبّه مدة حياة عمر ﵁ بحصنٍ منيع فيه أهل الإسلام، وشبّه شخص عمر ﵁ بباب ذلك الحصن، وفهم ذلك عمر ﵁، وسأل حذيفةَ: أيموت أم يقتل؟ فأخبره أنه يقتل، فقال: ذاك أحرى أن لا يُغلق، فإنَّ الباب إذا كان موجودًا يمكن غَلقُه بعد الفتح، بخلاف ما إذا انكسر. وإنما كان هو الباب دون عثمان ﵁؛ لأنَّ وجود الباب يمنع من دخول العدو للحصن، وإنَّ الفتنة لم تظهر في حياة عمر ﵁؛ لأنَّ وجوده كان بابًا مانعًا من ظهورها، وإنما ظهرت في حياة عثمان ﵁، وَقُتلَ هو فيها، فلو كان هو الباب المانع منها لما ظهرت الفتن في حياته، فاندفع ما استشكله الزركشي من أنَّ الواقع في الوجود يشهد أنَّ الأولى بذلك عثمان ﵁؛ لأنَّ قتله هو سبب افتراق الكلمة. ووجه الاندفاع ظاهرٌ، وسببه كما رواه ابن سعد، عن ابن شهاب: أنَّ عمر ﵁ كان لا يأذن لصبي قد احتلم في دخول المدينة، حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غُلامًا عنده صَنْعًا، ويستأذنه أن يُدخِلهُ المدينة، يقول: إنَّ عنده أعمالًا كثيرةً فيها منافع للناس، حَدادٌ، نقاش، نجار. فكتب إليه عمر ﵁، فأذن له أن يُرسل به إلى المدينة، وكان كافرًا مجوسيًا يُدعى: أبا لؤلؤة، وكان خبيثًا، إذا نظر إلى الصبيان الصغار يمسح رؤوسهم ويبكي، ويقول: إنَّ العرب أكلت كبدي. وكان قد ضرب عليه المغيرة مئة درهم في كل شهر، وفي رواية: مئة وعشرين درهمًا، وفي رواية: أربعة دراهم كل يوم.

1 / 33