وهي في عرف الشرع اسم لمن صان نفسه عما يضره في الآخرة، ولها ثلاثُ مراتب:
الأولى: التقوى عن العذاب المخلد بالتبري عن الشرك، وعليه قوله: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ ١.
والثانية: التجنب عما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قومٍ، وهو المتعارف باسم التقوى في الشرع وهو المعني بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ [أَهْلَ] الْقُرَىءَامَنُوا وَاتَّقَوا﴾ ٢.
والثالثة: أن يتنزه عما يشغل سره عن الحق ويقبل لله بشراشره٣، وهو التقوى الحقيقي المطلوب بقوله: ﴿اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ "٤ انتهى.
والشراشر بالشين المعجمة والراء المهملة مكررتين بينهما ألف هي النفس هنا٥.
وهذا التقسيم اصطلاحيٌّ ليس عليه دليلٌ من لغةٍ ولا شرعٍ، وكلمة التقوى هي لا إله إلا الله كما في التفاسير الأثرية، والضمير في ﴿أَلْزَمَهُمْ﴾ له ﵌ وأصحابِهِ، وهذه هي كلمة التقوى لكلِّ مؤمن. قال ابن عباس: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ وهي: "شهادة أن لا إله إلا الله وهي رأسُ كلِّ تقوى"٦ حتى رأس الثلاثة الأقسام وغيرها.
_________
١ سورة الفتح، الآية ٢٦.
٢ سورة الأعراف، الآية ٩٦. وما بين المعكوفين ساقط من (أ) .
٣ في (ب): "وتبتل لله شراره".
٤ تفسير البيضاوي (١/١٦) .
٥ انظر: القاموس المحيط (ص:٥٣٢) .
٦ رواه ابن جرير في تفسيره (١٣/١٠٥) .
1 / 61