عراقة نسبه:
القاضى عياض يضرب بنسبه إلى جذور فى أصالة النسب والعلم عريقة.
فهو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض [بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض] (١) اليحصبى، بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة، وقيل: بضمها وكسر الباء المنقوطة بواحدة. نسبة إلى يحصب. مولده سنة ست وسبعين وأربعمائة. ويحصب قبيلة من حمير، أكثرهم نزلوا بالشام، ثم تفرقوا ما بين حمص (٢) ومصر وفاس أولًا، ثم إلى الأندلس بعد فتحها.
ومن الأندلس تحول عمرون جد القاضى إلى سبتة (٣)، بعد أن أسر العبيديون أخويه القاسم بن موسى بن عياض وعيسى، وحملوهما رهينة إلى قرطبة، فخرج عمرون إلى سبتة ليكون قريبًا من قرطبة حيث أخويه.
وكان عمرون رجلًا فاضلًا صالحًا، من أهل القرآن، وقد حج إحدى عشرة حجة على تنائى داره.
وقد أعجب عمرون بمدينة سبتة، فاشترى بها دارًا وسكنها، ثم بنى بها مسجدًا، وأوقف عليه أوقافًا بها، وكذلك بنى بها مدافن للمسلمين.
وظل عمرون منقطعًا فى المسجد الذى بناه إلى أن قضى به نحبه سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. وكان قد أنجب قبل وفاته بيسير ابنه عياض، الجد الأول للقاضى الذى أنجب موسى والد القاضى (٤).
وخال القاضى هو أبو بكر محمد بن على المعافرى، ويعرف بابن الجوزى، رحل لإفريقية - تونس - وأخذ عن عبد العزيز الديباجى وروى عنه، وهو ممن ألف فى التفسير والتوحيد (٥).
_________
(١) سقط من السير ٢٠/ ٢١٣، والمثبت من التعريف بالقاضى عياض: ٤، ٥.
(٢) الأنساب ٣/ ٤٨٣.
(٣) تدخل قليلًا فى البحر، وتشرف على جبل طارق، ومنها عبر طارق بن زياد ثم يوسف بن تاشفين إلى الأندلس، ضبطها الحازمى بكسر أولها، مرساها أجود مرسى على البحر، وهى مدية حصينة؛ لأنها ضاربة فى البحر كدخول كف على زند، وهى الآن تحت الاستعمار الإسبانى. راجع: معجم ما استعجم: ١٨٢.
(٤) وقد تحولت كل هذه الآثار إلى كنائس، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
(٥) مولده سنة ٤٢٨، وتوفى سنة ٤٨٣ هـ شجرة النور الزكية ١٢١.
1 / 20