La Parure de la Biographie

Ibn al-Abbar d. 658 AH
73

La Parure de la Biographie

الحلة السيراء

Chercheur

الدكتور حسين مؤنس

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٥م

Lieu d'édition

القاهرة

وَيُقَال إِن ربيعَة لما مدحه بِهَذِهِ القصيدة استبطأ بره وصلته فَقَالَ أَرَانِي وَلَا كفران لله رَاجعا لَا بخفى حنين من يزِيد بن حَاتِم فَبلغ ذَلِك يزِيد فَدَعَا بِهِ وَقَالَ أنزعوا خفيه فَنَزَعَا وَهُوَ خَائِف من عُقُوبَته على ذكره خَفِي حنين فملأهما لَهُ دَرَاهِم ودنانير وَكَانَا كبيرين كأخفاف الْجند ثمَّ وَصله بعد ذَلِك بصلات جزيلة وَهَذِه الْقِصَّة شَبيهَة بِقصَّة أبي الْعَتَاهِيَة مَعَ عمر بن الْعَلَاء حِين أمتدحه بقصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا (إِنِّي أمنت من الزَّمَان وريبه ... لما علقت من الْأَمِير حِبَالًا) (لَو يَسْتَطِيع النَّاس من إجلاله ... لحذوا لَهُ حر الخدود نعالا) (مَا كَانَ هَذَا الْجُود حَتَّى كنت يَا ... عمر وَلَو يَوْمًا تَزُول لزالا) (إِن المطايا تشتكيك لِأَنَّهَا ... قطعت إِلَيْك سباسبًا ورمالا) (فَإِذا وردن بِنَا وردن مخفة ... وَإِذا صدرن بِنَا صدرن ثقالا) فَتَأَخر عَنهُ بره قَلِيلا فَكتب إِلَيْهِ يستبطئه (أَصَابَت علينا جودك الْعين يَا عمر ... وَعز لما نبغي التمائم والنشر) (سنرقيك بالأشعار حَتَّى تملها ... فَإِن لم تفق مِنْهَا رقيناك بالسور) وَقَالَ أَيْضا (يَا ابْن الْعَلَاء وَيَا ابْن القرم مرداس ... إِنِّي لأطريك فِي صحبي وجلاسي) (أثني عَلَيْك ولي حَال تكذبني ... فِيمَا أَقُول فأستحيي من النَّاس) (حَتَّى إِذا قيل مَا أَعْطَاك من صفد ... طأطأت من سوء حَالي عِنْدهَا رَأْسِي) فَأمر حَاجِبه أَن يدْفع إِلَيْهِ المَال وَقَالَ لَا تدخله على فَإِنِّي أستحي مِنْهُ وروى أَنه وَصله عَلَيْهَا بسبعين ألف دِرْهَم فحسدته الشُّعَرَاء وَقَالُوا لنا بِبَاب

1 / 75