Huck le grand escroc américain : deux en un
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Genres
فمسح دموعه، وقال: ظننت أنها ذهبت إلى خالتها في فيلادلفيا، فسافرت إلى فيلادلفيا فلم أجدها، فعدت حيرانا لا أدري ماذا أفعل وأين أجدها، وبعد ذلك قرأت في الجرائد نصوص الحادثة الغريبة، فالتزمت أن أختبئ لئلا يقبض علي . - ولكن لم أفهم كيف جسرت أن تختلس العشرة آلاف ريال من بكاروف؟ - بل أنا أستغرب كيف جازت حيلة المسمى شفلر على بكاروف ومدير البوليس وصراف البنك وغيرهم، فهو لما علم أن هناك شخصا آخر يشبهه اغتنم هذه الفرصة ليختلس أموال الناس باسمه، وإلا كلما فعل شفلر فعلة خلص نفسه بدعوى أني أنا هوكر فعلتها، وهو المجرم يجول بين الناس باسم شفلر السمسار الأمين، وأنا البريء اختبئ من وجه العدل باسم شفلر اللص ...
وعند ذلك شرق هوكر بدموعه؛ فأمسكت إيفا يده، وقالت: ولكن ثبت أن الذي أخذ التحويل من بكاروف له نقطة سوداء في أيمن عنقه كالنقطة التي هنا في أيمن عنقك.
فأمسك هوكر كفها بكفيه وقبلها قبلات عديدة وهو يقول: لا يتعذر عليه يا حبيبتي إيفا أن ينقط تلك النقطة السوداء عند اللزوم بعد أن عرف أن عندي مثلها.
قالت: صدقت، ولكن فيك شيئا لا يقدر شفلر أن يقلده. - ما هو يا روحي؟ - هو نعومة صوتك، ولين خلقك، وهو خشن الصوت جاف الخلق على ما رأيت.
وعاد يقبل كفها وهي بين كفيه؛ فسحبتها من بينهما بالرغم من ضغطهما عليها، وفي الحال طوقته بذراعها وقبلته، وهو في خلال ذلك يمد يده إلى جيبه كأنه يودع فيه شيئا، ثم مسحت دموعه، وقالت: إني آسفة لما حدث لك، ولكن ما الحيلة بتلك الملعونة؟! - يجب أن أرفع قضية طلاق وأستدعيها إلى المحكمة، فإن اهتدى إليها المحضر وأبلغها دعواي ولم تحضر نلت حق الطلاق، وإن فات الموعد المقرر ولم يبن لها أثر نلت ذلك الحق أيضا. - إذن تحب أن ترفع قضية طلاق؟! - من غير بد؛ إذا تسنى لي أن أظهر بين الناس وكف البوليس يده عني. - سلم نفسك للبوليس، ومتى رويت قصتك بانت براءتك. - عجيب رأيك يا عزيزتي إيفا! أتريدين أن أروي قصتي كما رويتها لك؟!
فانتبهت إيفا، وقالت: أتروي أني دفعت لزوجتك 50 ألف ريال؟ - إذا لم أرو كل شيء تماما، فكيف يثبت حسن نيتي؟!
فتنهدت إيفا، وقالت: ما رأيك إذن؟! - رأيي أن نرضي أفلن وبكاروف أيضا إذا لزم الأمر، ونسكتهما عن البحث عن هوكر. - إذا كانا يرتضيان بالمال فذلك أمر سهل جدا. - المال يرضي كل غاضب يا عزيزتي.
وعند ذلك تلاثما عاشقين، وقالت: إذن سأسعى بذلك منذ الغد. - وأنا أختبئ ريثما يتعهدان أن حقهما وصلهما ولا حق لهما على هوكر البتة، أما أفلن فأنا أستطيع أن أرضيه إذا قابلته غدا بالفلوس. - وأما بكاروف فلا أعرفه أنا، ولا أدري كيف أرضيه؟! - أظن أن زيمر يعرفه؛ فيمكن أن يكون واسطة بينك وبينه. - ولكن بماذا أقنعه؟ - زيمر يعرف كيف يقنعه.
عند ذلك قرعت الجرس، فدخلت الخادمة، فقالت: استدعي الرجل الذي ينتظر في الطبقة السفلى، ولما دخل زيمر قالت له إيفا: يطلب منك أن تقابل بكاروف غدا.
أجاب زيمر: إذن لا تريدين أن تدفعي ثمن الكتمان. - ماذا تعني؟ - أعني أنك لا تعارضين أن أبلغ بكاروف والبقية عن هوكر ومقره.
Page inconnue