Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
وكما لمس رجال الاستشراق سر المأساة الحلاجية، وأنها مأساة سياسية لا دينية، لمس هذا السر أيضا بعض رجال التاريخ الإسلامي، من قدامى ومحدثين، لمسوه رغم الجهود الهائلة التي بذلتها الخلافة العباسية، لتشويه تاريخه، وتزوير أحداثه، وتمزيق تراثه.
فابن النديم: يعلل المأساة بأن الحلاج كان على اتصال بالرضا من آل محمد.
3
وابن خلكان: يفسرها بصلات الحلاج بالقرامطة وبالعلويين، وبتهديده للخلافة القائمة.
4
وأما صاحب «ظهر الإسلام»، فيفسح صفحات للمأساة، متهما الخلافة العباسية بالتزوير والافتراء.
يقول الأستاذ أحمد أمين:
5 «والظاهر من كل هذا أن الرجل والمرأة اللذين شهدا على الحلاج، كان موعزا إليهما بالشهادة، وأن القضاة تلكئوا في الحكم عليه، فاستعجلهم الوزير حامد!»
ثم يقول: «ويظهر أن أكبر تهمة وجهت إليه، هو أنه من شيعة أهل البيت، الذين يريدون أن ينحوا الخلفاء العباسيين ومن إليهم، ويوسعوا دائرة خلافة أهل البيت، فانتشرت دعوتهم في العراق وخراسان وجزيرة العرب وغير ذلك!»
ثم يقول: «فنعتقد أن هذا سر قتله لا غير ذلك، فدعوة كهذه تقض مضاجع خلفاء بني العباس ووزرائهم، فلا يبعد أن يكون الخليفة العباسي ووزيره حامد قد رتبا هذه المؤامرة ضده، وزوروا الشهود، واستحثا القضاة على قتله، وإلا فما بالهم قد تركوا الصوفية الآخرين، كالجنيد، وأبي يزيد البسطامي، وذي النون المصري من غير قتل، فهي مسألة سياسية بحتة، اتخذت شكلا دينيا، لعلمهم أن الدين أفعل في الشعوب من السياسة.
Page inconnue