Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
فكم من صوفية ادعوا وحدة الوجود، فلم يلتفت إليهم، وتركوا وشأنهم!
ومما لفت عامة المسلمين إليه ما تواتر عن الحلاج من إتيانه بالأعاجيب، فيظهر أنه كان له قدرة كبعض الأشخاص اليوم على استحضار ما يريده من الأشياء من أماكنها، كالذهب، والمسك، والفاكهة، وأنه كان له قدرة على التنويم المغناطيسي، وقدرة أخرى كيماوية بهر الناس بها لجهلهم بالكيمياء.
وعلى العموم، فهو شخصية قوية كشخصية ذي النون وأشد منها، كان له أثر كبير في المسلمين.»
ذلك ضمير التاريخ، أو ذلك بعض ضميره.
مغوثات الحلاج بين السحر والكرامة
الآن وقد مضى بنا القلم طويلا حول الحلاج السياسي، وصراعه مع الخلافة العباسية، ومصرعه البطولي الدامي!
الآن آن لنا أن نعود إلى الحلاج الصوفي، لنواصل دراسته، ولنحيا مع حبه ووجده وأشواقه ، وتحليقاته في الأحوال والمقامات الروحية، وما حققه في تجربته الصوفية، من فتوحات ووثبات في عالم المشاهدة والمعرفة.
ولا بد لنا - قبل أن نحيا مع الحلاج في تجربته - من أن ندير الحديث حول نقطة في تاريخه، لا تزال غامضة محيرة، يكثر حولها الجدل والحوار، تلك هي المغوثات الحلاجية، التي كانت سمة من سماته، وطابعا عرف به في حياته، من بداية أمره حتى يوم مأساته.
ولقد امتلأت حقائب التاريخ الصوفي، وغيره من تاريخ الرجال والطبقات، بالحديث عن عجائب الحلاج وخوارقه، واختلف الناس في أمرها، ودندنوا طويلا حولها.
نسبها قوم إلى السحر والنيرنج والشعوذة، والبراعة في الطب والكيمياء، والقدرة على تسخير الجن!
Page inconnue