============================================================
ل التوية واعلم انه لا ينبغى للعصاة والمذنبين ان ييأسوا من رحمة الله تعسالى فى قبول تويتهم وحوبتهم(1) وان كثرت ذنوبهم وعظمت، وتكرر منه نقض التوبة والإصرار على الكبائر، فإن ذلك غلط عظيم، وسبب لفوات التوبة والسبقاء فى الذنوب أبدا، بل ينبغى اذا عرضت لهم مثل هذه الحال أن يعلموا أن ذلك من كيد الشيطان ومكره فى منع الإنسان عن التوبة، وابقاثه مصرا على. الذنب مدة حياته تعوذ بالله من ذلك، وعلاج ذلك الداء إذا حصل أن يتدبر العصاة قوله تعالى : ولا تبأسوا من روح الله) (2) ، وقوله تعالى: ( قل يما عبادى اللبين أسرقوا علي أنفسهم لا تفتطوا من رحمة الله إن الله يفير اللالوب جبيعا)(3) الآية، وقوله: اذ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لتن يشاء}(4) .
ونظير ذلك كثيرة جدا فى القرآن الكريم.
وروى عن لاعبد الله بن عباس"(5) أنه قال: آيتان فى كتاب الله تعالى ما أصاب عبد ذنبا فقرأهما ثم يستغفر الله تعالى إلا غفر الله له: احداهما: قوله تعالى: ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو طلموا أنفسهم}(2).
والأخرى: قوله تعالى : ومن يعمل سوءا أو يطلم تفسه) (7) الآيتين .
واعلم أن التوبة أصل هذا الطريق واساسه فمتى صحت التوبة وخلصت لله صح ما بنى عليها واتم، ومتى فسدت باختلال بعض شروطها، أو بأن يشوبه شيء من الأغراض الدنيوية كطلب السمعة والشهرة واجتذاب قلوب الناس، وما أشبه ذلك، كان البناء كالبناء على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم، نعوذ بالله من ذلك.
فهذا هو القول فى التوية جملة وتفصيلا.
(1) فير واضحة، ومصحه بالهامش: (2) الآية رقم (87) من سورة يوسف.
(4) الاية رقم (116) من سورة النساء.
(3) الآية رقم (53) من سورة الزمر.
(5) (عبد الله بن هباس) هو: أبو العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، القرشى الهاشميء الحير، البحر، الصحابى الجليل، ابن عم رسول الله ، وأبو الخلفاء العباسيين، قال عنه الرسول ط : "اللهم علمه الحكمة وتاويل القرآن" . توفى، تالي، بالطافف بعد ان كف بصره، فى آخحر عمره، سنة 68هه له فى الصحيحين 1160 حديثا.
انظر ترجمته: ابن قنقد القسنطيى: الوليات 76، ابن العماد: شذرات الدهب 1/ 75، ابن حجر: الاصابة ترجمة رقم (4772) ابو نعيم: حلية الأولياء 1/ 314.
(6) الآية رقم (135) من سورة آل همران.
(7) الآية رقم (110) م: سورة التساء.
Page 30