============================================================
الباب الأول الكذابين ومن تاب ثم لم ينقض توبته فهو من السعداء، وإن نقضها مرة أو مرتين ثم جددها، فإنه يرجى له أيضا من الثبات عليها، فإن لكل أجل كتابا.
وحكى عن "ابى حفص الحداده(1) أنه قال: تركت الضيعة كذا مرة، ثم عدت إليها، ثم تركتها، ولم اعد إليها.
وقال الشيخ "أبو على الدقاق" (2) رحمه الله عليه: تاب بعض المريدين ثم ترك التوية، ففكر يوما اته لو عاد إلى التوية هل يقبل منه ذلك او لا يقبل؟ فهتف به هاتف: يا فلان، اطعتنا فشكرناك، ثم تركتنا قامهلناك، ولو عدت إلينا قبلناك.
نعاد المريد إلى التوبة، وبلغ المقصود.
وأول ما يبدا به التائب بعد التوبة: *اسقاط مظالم العباد وحقوتهم عن ذمته بالإبراء، أو بالآداء، فإن عجز عن ذلك يكون أبذا عارما على ايصال ذلك الحق إلى مستحقيه، متى قدر عليه.
ولا يزال يدعو لصاحب الحق إلى آن يوفيه حقه أو يبركه منه صاحبه، ثم يلتزم(3) الاعتزال عن الناس والانقطاع إلى الله، ليتفرغ لقضاء حقوق الله الفائتة، والندم والبكاء على ما فرط فى جنب الله، وعلى ما ضيع فيه شبابه وصحته.
(1) (أبو حفص الحداد) النيسابورى واسمه عمرو بن صلمة، وكان من أهل قرية يقال لها: كورداباذ، من قرى تيسابور، وهو شيخ الملامتية لى عصره، كان شيخ أيا عثمان الحيرى، وشاه بن شجاع الكرمانى، وهيرهم، تولى، رحمه الله، سنة 264ه.
كان يقول: لاحسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن" .
انظر ترجمته: الجامى: نفحات الانس 178، السلمى: طبقات الصوفية 116، أبو نعيم: حلية الاولياء: 10/ 229، الرسالة القشيرية: 22، الهجويرى: كشف المحجوب 123، ابن تغرى بردى: التجوم الزاهرة 3/ 16، ابن الجورى: صفة الصفوة 4/ 98 .
(2) الشيخ (أبو على الدقاق) هو الحسن بن على، الأستاذ أبو على الدقاق، النيسابورى، الشافعى، لسان وقته، وامام عصره، كان فارها لى العلم، مبسوطا لى الحلم.
كان يقول: "الشجر إذا تبت بنقسه ولم يتنبته احد قد يورق، رلكنه لا يثمر، ومريد بلا أستاذ لا مته شيء4.
مات وحه اله، سنة حس آو ست وأرباية هيرهة.
انظر ترجمته: المناوى: الكواكب الدرية 1/ 623، ابن العماد: ثلرات الدهب 18/3، كحالة: معجم المولنين 3/ 261.
(2) فى (د) (ثم يلزمه).
Page 29