ومن ذلك قوله: ﴿فبصرك اليوم حديد﴾ أي فعلمك بما أنت فيه اليوم/ نافذ. وليس هذا من بصر العين، كما تقول: فلان بصير بالعلم.
ومنه قوله تعالى: ﴿بصرت بما لم يبصروا به﴾ أي علمت بما لم يعلموا به. يقال: بصر يبصر: إذا صار عليمًا بالشيء، فإذا نظرت قلت: أبصرت أبصر.
وقوله تعالى: ﴿وعلى أبصارهم غشاوة﴾ قال ابن عرفة: أي على أبصار قلوبهم.
وقوله: ﴿تبصرة وذكرى لكل عبدٍ منيب﴾ أي فيه بصائر وعبر لمن رجع إلى الله ﷿ بقلبه.
وقوله: ﴿والنهار مبصرًا﴾ أي يبصر فيه: كما يقول: ليل نائم: أي ينام فيه.
وقوله: ﴿وجعلنا آية النهار مبصرة﴾ أي بينة واضحة.
وكذلك قوله: ﴿وآتينا ثمود الناقة مبصرة﴾ أي آية واضحة مضيئة.
وقوله: ﴿وكانوا مستبصرين﴾ أي مستبينين، أي أقوامًا أتوا وقد بين لهم أن عاقبته بوارهم، وقال قتادة: معجبين بضلالتهم.