قال س: هذا موضع المثل:
وكل هوى إلا لسعدى مخلصٌ ... إلى أهله من عندنا بسلام
يجب أن ترد هذه الحكمة على ابن السيرافي ذميمة، فإن الرجل هو ابن الكلحبة لا الكلحبة كما ذكره. والكلحبة أمه وهي امرأة من جرم بن ربان، واسمه هبيرة بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع، وهو عم واقد ابن عبد الله بن عبد مناف.
قال ابن السيرافي قال رؤبة
تقول بنتي قد أنى أناكا
فاستعزم الله ودع عساكا
يا أبتا علك أو عساكا
قال س: هذا موضع المثل: حوب حوب إنه ليوم دعقٍ وشوب خلط ابن السيرافي ها هنا من حيث أن النوى أشباه، وصحف في كلمة من البيت أيضًا وهو قوله: يا أبتا وإنما هو تأنيًا وسيأتيك بيانه في موضعه إن شاء الله.
وذلك أن قوله:
فاستعزم الله ودع عساكا
من أرجوزة، وقوله:
تأنيًا علك أو عساكا
من أرجوزة أخرى. فالتي فيها " فاستعزم الله " هي قوله يمدح الحارث بن سليم الهجيمي:
تقول بنتي قد أنى أناكا
فاستعزم الله ودع عساكا
ويدرك الحاجة مختطاكا
قد كان يطوي الأرض مرتقاكا
تخشى وترجى ويرى سناكا
فقلت إني عائك معاكا
غيثًا ولا أنتجع الأراكا
فابلغ بني أمية الأملاكا
بالشام والخليفة الملاكا
وبخراسان فأين ذاكا
مني ولا قدرة لي بذاكا
أو سر لكرمان تجد أخاكا
إن بها الحارث إن لاقاكا
أجدى بسيبٍ لم يكن ركاكا
وهي أبيات ذكرت منها القدر المحتاج إليه ها هنا.
والأرجوزة الأخرى مدح بها إبراهيم بن عربي، وهي:
لما وضعت الكور والوراكا
عن صلب ملاحكٍ لحاكا
أسر من أمسيها نسعاكا
أصفر من هجم الهجير صاكا
تصفير أيدي العرس المداكا
تأنيًا علك أو عساكا
يسأل إبراهيم ما ألهاكا
من سنتين أتتا دراكا
تلتحيان الطلح والأراكا
لم تدعا نعلًا ولا شراكا
قال ابن السيرافي قال عتر بن دجاجة، وربما وقع في النسخ عنز بن دجاجة بن العتر، والرواية الأولى أشهر، ونسبه في شعره دجاجة بن العتر. ويروى لمعاوية بن كاسر المازني
يل ليلتي ما ليلتي بالبلدة ... حارت على نجومها فارتدت
وهي أبيات.
قال س: هذا موضع المثل:
إن الطفاوي أخا اليعسوب
في كل حي منهم نصيب
ما ترك ابن السيرافي اسمًا إلا جعل فيه لهذا الاسم نصيبًا، وذلك لجهله بالأسامي والأنساب.
والصواب ما أخبرنا به أبو الندى، أنه دجاجة بن عتر، بكسر الدال في دجاجة، والعين من عتر والتاء المعجمة بثنتين من فوق، والراء غير المعجمة. قال: واسم الرجل دجاجة بالكسر، والطائر دجاجة بفتح الدال. والمقطعة الثانية لدجاجة هذا لا لمعاوية بن كاسر.
قال ابن السيرافي قال سعد بن المتنحر وهو جاهلي
أيا بجي أبا بجي أد أخي
إن أخي لفيكم غير دعي
وولدته حرةٌ غير زني
من ولد عمران بن عمرو بن عدي
قال ابن السيرافي: أراد يا بجيلة، فرخم ترخيمًا بعد ترخيم، وهذا الشعر يوضح ما ذهب إليه سيبويه.
قال س: هذا موضع المثل:
لا ماء في المقراة إن لم تنهضي ... كرًا برأس الجمل المعرض
كنت ذكرت لك في غير موضع من هذا الكتاب أن من شرع في تفسير مثل هذا من الشعر، فيما يتعلق بنسب أو قصة، من غير أن يكون قد أتقن هذين العلمين - كان بعرض الافتضاح. فلو قرن بهذا الشعر: كتاب سيبويه وحدود الفراء، ما كان ليعرف معناه إلا بمعرفة قصته، والبيت الأخير فيه خلل أيضًا، وصوابه:
من ولد عمرو بن عمران بن عدي
وكان من قصة هذا الشعر، أن أم والان بن عمرو بن عمران بن عدي بن حارثة بن عمرو بن مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وهي عزة بنت مالك من بجيلة، ووالان هو شكر، وإنما هو شكر قرني، لقب، فذهبت به إلى بجيلة، فكانت بجيلة تقول: هو منا. فقال سعد بن المتنحر البارقي، جاهلي:
أيا بجي أيا بجي أد أخي
إن أخي لفيكم غير دعي
وولدته حرة غير زني
وإنه كانت حليلة أبي
من ولد عمرو بن عمران بن عدي
باب إن
1 / 26