إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الكلام دليلا والكلابية: نحوهم في المعنى وأما المطرفية فلا نهاية لهم مشبهة لإنكار حديث (سار) وغير صحيح أن العقل استعمال لا يهدي إلى ما قالوا والدليل على صحة مذهبنا قوله: فدليل صارحا تم الدنوات يعني أن العلوم ضرورة والتواتر أن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يدين بذلك ويخبر به وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يدين إلا بالحق ولا يخبر إلا بالصدق وإلا بطلت نبؤته وسنوضح صدقها دليل أخر قوله[ ] { ويسمع كلام الله } (1) من الآيات وأول الآية قوله: [ ] { وإن أحدا من المشركين استأجرك فأجره حتى يسمع كلام الله } (2) ولا تردد في أن هذا هو الذي سمعه المشركون فثبت أنه كلام الله دون غيره وأما شبههم فمعارضة يقول القائل في نفسي بنى بيت أو مير كذا والمعلوم أن البناء نفسيه والمسير ليس في النفس بل تقديرية وأدائية فعلا هذا تناول البيت تقدير الكلام وترتيبه في النفس وأما من قال بالحكاية [.....](3)باطل لأن الحكاية تجب كونها من جنس اليكن في كل وجه وأن ثبت ذلك وجب أن يكون المحكي حروفا وأصواتا دللنا على حدوث ما كان كذلك فبطل قولهم وأما المطرفية فيبطل قولهم بأنه إثبات ما لا طريق إليه ولأنه يبطل كونه كلاما للباري تعالى لا انهم جعلوه صفة للملك والصفة إنما هي الموصوف.
المسألة التاسعة:
Page 60