قوله: (إنه في جملة المحدثات) [15أ-أ]هذا مذهبنا. وقالت الحشوية(1) بعدمه مع موافقتها أنه هذا الحروف والأصوات. وقالت الكرامية: (2) هو محدث غير مخلوق وبقى عنه المطرفية الوصفين إذا هو عندهم صفة والصفة لا توصف وهذه مقالتهم في الاعتراض والكلام عليهم يطول واحتج الأولون بالكتاب والخبر.
أما الكتاب فقوله تعالى: [ ] { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } (3) قالوا لفظك إن كان محدثا سلسا أعني احتاج إلى كن وكن إلى كن والتسلسل محال فلم يبقى إلا انه قديم.
وأما الخبر فروى عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال:
[ ]((القرآن كلام الله من قال أنه مخلوق كفر)) (4) والدليل على صحة مذهبنا عقلي وسمعي.
[الدليل العقلي]
فالعقلي قوله: (بدليل ما فيه من الترتيبات) إما أنه مرتب فظاهر ولو لم يكن مرتبا لم يكن مفيدا لأنه لو لم يكن الميم مرتبة على الحامن الحمد ولذلك كذلك لم يكن حمدا أولى من أن يكون ذما أو مدحا وكذلك سائر اللفظية وإذا صح أنه مرتب ثبت حدوثه لأن الحرف المشتق بغير يجب حدوثه وإلا لم وإلا لم يسبقه غيره والمعلوم أنه قد سبقه.
Page 61