[الدليل السمعي] أما السمعي [.....](1) بدليل نحو لا يحب من الآفات والمحبة تردد بين معنى الشهوة والإرادة في حقنا نقول أنه أفعل كذا، وأنا أريد أن افعل لقبحه على معنى اشتهيته ولا أفعله ويقول أحب أن أغيضك على معنى أريد ويحتمل اشتهي وقد تقدم أن الشهوة مستحيلة على الباري تعالى فيغيران معنيين لا يحب لا يريد وقد نص تعالى على معنى لزاد به القبح فقوله[ ] { وما الله يريد ظلما للعباد } (2) على كراهية له فقوله بعد تعديد المعاصي كل ذلك كان سيئه عند ذلك مكروها.
[الدليل العقلي]
وأما العقلي: فهو أنه لو أراد الظلم لزم في فاعله أن يكون مطيعا لأن الطائع هو من فعل ما أراده المطاع بدليل قول الشاعر (3) :
رب من أنضجت غيظا صدره قد تمنى لي موتا لم يطع
أي لم يفعل ما أراده. ولا خلاف بأن فاعل المعصية عاصي ولا مطيع وأما ما ذكروه فباطل من حيث أن العاجز من فعل غيره ما لا يريده قهرا وعليه بحيث لا يستطيع ردعه عنه، فأما إذا كان قادرا على المنع فلا بل قادر حقيقة. فإن قلت: بين كيفية استحقاقه تعالى لهذه الصفة؟.
قلت: يستحقها لمعنى تجده لا في محل فيوجب له ذلك المعنى كونه مريدا والمعنى هو الإرادة هذا رأي البهاشمة (4).
Page 58