قوله: (وأن الآلام ونحوها من البينات من فعله) هذا مذهبنا، والخلاف في ذلك مع من قدمنا في نفي الثاني فإنهم يصفون السرور إلى غير الله تعالى كما تقدم وذهب بعض المطرفية إلى أنها من الشيطان، واحتج بقوله تعالى:[ ] { أنه مسني الشيطان بنصب وعذاب } وقال سائر المطرفية ستحصل بالحال والاستحال وتأثيرات الطبايع على معنى أن الله تعالى قد أحال إلى بعض الأجسام الصورة والنفع وجعله طبعا بحيث أن التأثير تكون له إلى الله تعالى وربما تشبثوا بقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-[ ]((كل مسكر حرام)) (1) قالوا دل هذا على أن الإسكار المؤثر فيه المسكر لا الله تعالى.
قالوا لأنا إذا جعلنا المسكر هو الله كان هو الحرام تعالى ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم والدليل على صحة مذهبنا قوله: إذ هي أعراض مرة ومات إما أنها أعراض فلأنها صدقت عليها حقيقة العرض وأما أنها ضرورية فبعين أنها توجب فيها سببا أم (..........) [12 ب -أ]لنا بل اضطراريا بثبوت عرضنا يثبت أنها مجدية كما تقدم وبثبوت اضطراريا إليها فيثبت أنها ليست من فعلنا وبثبوت أنها ليست من أفعالنا ثبتت أنها من فعل الله تعالى إذ لا فلعل سواه بعذاب بطلنا كوننا فاعليها.
فإن قلت وما يؤمنك انه فعلها فينا يعني الجن كما قال بعض المطرفية أو بعض الملائكة.
Page 51