Fakhri dans les Adab Sultani et les États Islamiques

Ibn Tiqtaqa d. 709 AH
58

Fakhri dans les Adab Sultani et les États Islamiques

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية

Chercheur

عبد القادر محمد مايو

Maison d'édition

دار القلم العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

فلا يصير أحد منهم يذمّ سيرته، ولا يزري عليه، ومتى كانت طباعهم منافية لطباعه، وأخلاقهم مضادّة لأخلاقه، أغروا بالإزراء عليه، والذمّ لأفعاله، وهذا سرّ لطيف منطو في قولهم! وقالوا: أحزم الملوك من تقدّم بإحكام الأمر قبل نزول حاجته. وتدارك المهمّ قبل وقوعه. قيل للإسكندر [١]: ما علامة دوام الملك؟ قال: الاقتداء بالحزم والجدّ في كل الأمور. قيل: فما علامة زواله؟ قال الهزل فيه. وقال أنوشروان [٢]: الحزم حفظ ما ولّيت وترك ما كفيت. وقال آخر أحزم الملوك من ملك أمره، ودبّر خصاله، وقمع شهوته وقهر نوازعه. قالوا: ينبغي أن يكون أول أمر الملك الحزم، فإذا وقع الأمر فينبغي أن يكون حينئذ الجدّ والاجتهاد. قيل لبعض فضلاء الملوك: نراك إذا وفد عليك وافد أطلت مجالسته، وربما لا يكون أهلا لذلك. قال: إنّ حقيقة حال الرجل لا تبين في مجلس أو مجلسين، فأنا أطاول عشرته وأختبره في عدة مجالس، فإن كان فاضلا اصطفيته، وإن كان ناقصا تركته. وقال آخر: لا ينبغي لأحد أن يدع الحزم لظفر ناله عاجز، ولا يرغب في تضييعه لنكبة دخلت على حازم. قالوا: من لم يقدّمه الحزم أخّره العجز. وقيل لعبد الملك [٣] بن مروان: ما الحزم؟ قال: اختداع الناس بالمال واستمالتهم به، فإنّهم أتباعه، أين كان كانوا، وكيف مال مالوا. وقال بعض الملوك لبعض الحكماء: متى تكون الثّقة بالعدوّ حزما؟ قال: إذا شاورته في أمر هو لك وله. وقال مسلمة بن عبد الملك [٤]: ما فرحت بظفر ابتدأته بعجز، ولا ندمت على مكروه ابتدأته بحزم.

[١] الإسكندر: الفاتح المشهور، اشتهر بحكمته وقيادته للجيوش. انتصر على داريوس ملك الفرس، وبنى الإسكندرية في مصر توفي/ ٣٢٣/ ق م. [٢] أنوشروان: ملك ساساني حارب الروم البيزنطيين واستولى على اليمن. اشتهر بعدله وإصلاحاته. مات/ ٥٧٩/ م. [٣] عبد الملك بن مروان: خامس الخلفاء الأمويين. كان فصيحا حكيما، وطد دعائم الدولة. توفي/ ٨٦/ هـ. [٤] مسلمة بن عبد الملك: أمير أموي، وقائد جيش قضى على ثورة يزيد بن المهلب عامل خراسان. توفي/ ١٢٠/ هـ.

1 / 63