تحلى من عقايده عقودا منظمة بياقوت وتوم ... وتدرك نَفسه أسناضيا من الْعلم النفيس لدار الْعَلِيم
وَيحيى جِسْمه أَعْلَاهُ لذاذ مُحَابَاة على الْخَيْر الجسيم ...
جَزَاء الرَّحْمَن خيرا بعد خير أَبَا عِيسَى على الْفِعْل الْكَرِيم ...
وألحقه بِصَالح من حواه مُصَنفه من الْحِيَل الْعَظِيم ...
وَكَانَ سميه فِيهِ شَفِيعًا مُحَمَّد الْمُسَمّى بالرحيم ...
صَلَاة الله تورثه علا فَإِن لذكره أذكى نسيم ...
وَمِمَّا نظمه شَيخنَا الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ قطب ...
وَقد سَأَلته ذَلِك واقترحته عَلَيْهِ ...
أَحَادِيث الرَّسُول جلا الهموم وبرء الْمَرْء من ألم الكلوم ...
فَلَا تبغي بهَا أبدا بديلا وَعرف بِالصَّحِيحِ من السقيم ...
وَإِن التِّرْمِذِيّ لمن تصدى لعلم الشَّرْع معن عَن عُلُوم ...
غَدا خضرًا نضيرا فِي الْمعَانِي فأضحى روضه عطر الشميم ...
فَمن جرح وتعديل حواه وَمن علل وَمن فقه قويم ...
وَمن أثر وَمن أسما قوم وَمن ذكر الكنى لصد فيهم ...
وَمن نسخ ومشتبه الْأَسَامِي وَمن فرق وَمن جمع بهيم ...
وَمن قَول الصحاب وتابعيهم بِحل أَو بِتَحْرِيم عميم ...
وَمن نقل إِلَى الغفها يعزى وَمن معنى بديع مُسْتَقِيم ...
وَمن طَبَقَات إعصار نقضت وَمن جلّ لمنعقد عقيم ...
وَقسم مَا روى حسنا صَحِيحا غَرِيبا فارتضاه ذَوُو الفهوم ...
ففاق مصنفات النَّاس قدما وراق فَكَانَ كالعقد النظيم ...
وَجَاء كَأَنَّهُ بدر تَلا لَا ينسبر غياهب الْجَهْل الْعَظِيم ...
فنافس فِي اقتباس من نَفِيس بِأَنْفَاسِ ودع قَول الْخُصُوم ...
فَإِن الْحق أَبْلَج لَيْسَ يخفى طلاوته على الذِّهْن السَّلِيم ...
وَفضل الْعلم يظْهر حِين ينأى عَن الْأَرْوَاح مألوف الجسوم ...
فمادى الْعلم يرقى للثريا وَيبقى فِي الثرى أثر الرسوم
1 / 54