حدث بالجامع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ بِبَغْدَاد عَن الكروخي بِالْإِجَازَةِ وَقد حدثت عَنهُ وَعَن ابْن صصرى بإجازتهما من الكروخي لعدم نسخه الَّتِي سَمِعت مِنْهَا على ابْن الْبَنَّا الْمَكِّيّ وَجعلت اللَّفْظ لَهما على الإصطلاح الحديثي وَالله الْمُوفق للصَّوَاب بمنه وَكَرمه
أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أَبى الْجواد الحوفي الْمُقْرِئ إِذْنا قَالَ أنبأ أَبُو المحاسن بن أبي الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ قَالَ أنشدنا الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو مكي سعيد بن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق التجِيبِي الأندلسي بِرَأْس الْعين قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن معد بن عِيسَى بن وَكيل التجِيبِي الإقليشي لنَفسِهِ يمدح كتاب أَبى عِيسَى التِّرْمِذِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى
كتاب التِّرْمِذِيّ رياض علم حلت أزهاره زهر النُّجُوم ...
بِهِ الْآثَار وَاضِحَة أبينت بألقاب أُقِيمَت كالرسوم ...
فأعلاها الصِّحَاح وَقد أنارت نجوما للخصوص وللعموم ...
وَمن حسن يَليهَا أَو غَرِيب وَقد بَان الصَّحِيح من السقيم ...
فعلله أَبُو عِيسَى مُبينًا معالمه لطلاب الْعُلُوم ...
فطرزه بآراء صِحَاح يخيرها أولو النّظر السَّلِيم ...
من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء قدما وَأهل الْفضل والنهج القويم ...
فجَاء كِتَابه علقا نفيسا تنافس فِيهِ أَرْبَاب الحلوم ...
ويقتبسون مِنْهُ نَفِيس علم يُفِيد نُفُوسهم أسنا الرسوم ...
كتبناه روينَاهُ لنروى من التسنيم فِي الدَّار النَّعيم ...
وغاص الْفِكر فِي بَحر الْمعَانِي فَأدْرك كل معنى مُسْتَقِيم ...
وَأخرج جوهرا يلتاج نورا فقلد عقده أهل الفهوم ...
ليصعد بالمعاني للمعاني يسْعد بعد توديع الجسوم ...
مَحل الْعلم لَا يأوي تُرَابا وَلَا يبْلى على الزَّمن الْقَدِيم ...
فَمن قَرَأَ الْعُلُوم وومن دواها لينقله إِلَى الْمَعْنى الْمُقِيم ...
فَإِن الرّوح يألف كل روح وريحا مِنْهُ عاطره الشميم
1 / 53