Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

Ibn Abd al-Barr d. 463 AH
220

Les Perles en abrégeant les campagnes et les biographies

الدرر في اختصار المغازي والسير

Chercheur

الدكتور شوقي ضيف

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٣ هـ

Lieu d'édition

القاهرة

وَمَا استوفى رُجُوع الْمُسلمين إِلَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا وَأسرى هوَازن بَين يَدَيْهِ، وَثبتت أم١ سليم فِي جملَة من ثَبت أول الْأَمر محتزمة ممسكة بَعِيرًا لأبي طَلْحَة وَفِي يَدهَا خنجر. وانهزمت هوَازن. وَملك الْعِيَال وَالْأَمْوَال. واستحر الْقَتْل فِي بني مَالك من ثَقِيف فَقتل مِنْهُم خَاصَّة يَوْمئِذٍ سَبْعُونَ رجلا مِنْهُم رئيساهم: ذُو الْخمار وَأَخُوهُ٢ عُثْمَان ابْنا عَبْد اللَّهِ بْن ربيعَة، وَلم يقتل من الأحلاف إِلَّا رجلَانِ، لِأَن قَارب بْن الْأسود -وَكَانَ سيدهم يَوْمئِذٍ- فر بهم حِين اشْتَدَّ أول الْقِتَال. واستحر الْقَتْل فِي بني نصر بْن مُعَاوِيَة. وهرب مَالك بْن عَوْف النصري فِي جمَاعَة من قومه، وَدخل الطَّائِف مَعَ ثَقِيف. وانحازت طوائف من هوَازن إِلَى أَوْطَاس. وَأدْركَ ربيعةُ بْنُ رفيع بْن أهبان السّلمِيّ من بني سليم دُرَيْدَ بْن الصمَّة، فَقتله، وَقد قيل إِن قَاتل دُرَيْد هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن قنيع بْن أهبان٣ من بني سليم، وَقد قيل إِن دريدا أسر يَوْمئِذٍ وَأمر رَسُول اللَّه ﷺ بقتْله لمشاهدته الْحَرْب وَمَوْضِع رَأْيه فِيهَا. وَلما انْقَضى الصدام نَادَى منادى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "من قتل قَتِيلا عَلَيْهِ بَيِّنَة فَلهُ سلبه" ٤. وَبعث رَسُول اللَّهِ ﷺ أَبَا عَامر الْأَشْعَرِيّ واسْمه عبيد وَهُوَ عَم أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي طَائِفَة من الْمُسلمين مِنْهُم أَبُو مُوسَى إِلَى من اجْتمع من هوَازن بأوطاس٥. فَشد على أبي عَامر أحد بني دُرَيْد بْن الصمَّة فَقتله، قيل: رَمَاه سَلمَة بْن دُرَيْد بْن الصمَّة بِسَهْم فَقتله. وَأخذ أَبُو مُوسَى الرَّايَة، وَشد على قَاتل عَمه فَقتله. وَقيل: بل رمى أَبَا عَامر رجلَانِ من بني جشم، وهما: الْعَلَاء وأوفى ابْنا الْحَارِث، أصَاب أَحدهمَا قلبه وَالْآخر ركبته، ثمَّ قَتلهمَا أَبُو مُوسَى، وَقيل: بل قتل أَبُو عَامر تِسْعَة إخْوَة من الْمُشْركين مبارزة،

١ هِيَ أم أنس بن مَالك تزوجت بعد أَبِيه أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ. ٢ هَكَذَا فِي الأَصْل ور وَنَقله عَن ابْن عبد الْبر ابْن حزم "انْظُر ص٢٤٠" وَإِذا صَحَّ أَن ذَا الْخمار هُوَ سبع بن الْحَارِث بن مَالك الَّذِي تقدم الحَدِيث عَنهُ فِي صدر هَذِه الْغَزْوَة يكون قد حدث سَهْو من ابْن عبد الْبر، فعثمان لَيْسَ أَخَاهُ وَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي أَخذ الرَّايَة حِين قتل ذُو الْخمار، وَلم يلبث أَن قتل هُوَ الآخر، وَكَانَ لذِي الْخمار أَخ فِي هَذِه المعركة يُسمى - كَمَا ذكر ابْن هِشَام- أَحْمَر بن الْحَارِث. ٣ فِي ابْن هِشَام: ابْن ثَعْلَبَة بْن ربيعَة. ٤ مُنْذُ هَذِه المعركة أصبح ذَلِك حكما قَائِما مستمرا فِي الْإِسْلَام. ٥ انْظُر فِي هَذَا الْبَعْث صَحِيح البُخَارِيّ ٥/ ١٥٥ والطبري ٣/ ٧٩. وأوطاس: وَاد مر ذكره.

1 / 227