Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
يسمونهم الأنصار والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك وكان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم فكأنه يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوة لأظهرها وكان يقول لاتباعه إني أتيتكم بدين جديد ويظهر ذلك من أقواله وأفعاله ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ولم يقبل من دين نبينا صلى الله عليه وسلم إلا القرآن ويأوله على حسب مراده مع أنه إنما قبله ظاهرا فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره فينكشفوا عنه بدليل أنه هو وأتباعه إنما يؤولونه على حسب ما يوافق أهواءهم لا بحسب ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأئمة التفسير فإنه كان لا يقول بذلك ولا يقول بما عدا القرآن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ولا بما استنبطه الأئمة من القرآن والحديث ولا يأخذ بالإجماع ولا بالقياس الصحيح وكان يدعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه كذبا وتسترا وزورا والإمام أحمد برئ منه ولذلك انتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للرد عليه وألفوا في الرد عليه رسائل كثيرة حتى أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ألف رسالة في الرد عليه كما تقدم وتمسك في تكفير المسلمين بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين وقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين وفي رواية أخرى عن ابن عمر عند غير البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب ومن تبعه وأعجب من ذلك كله إنه كان يكتب إلى عماله الذين هم من أجل الجاهلين اجتهدوا بحسب فهمكم وانظروا واحكموا بما ترونه مناسبا لهذا الدين ولا تلتفتوا لهذه الكتب فإن فيها الحق والباطل وقتل كثيرا من العلماء والصالحين وعوام المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ما ابتدعه وكان يقسم الزكاة على
Page 47