Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
ابن عبد الوهاب قام أولاده أيضا بما قام به وكان الأمير محمد بن سعود وأولاده إذا ملكوا قبيلة سلطوها على من دنا واقترب منها ويسلط الأخرى على ما بعدها حتى ملك جميع القبائل وإذا أراد أن يغزو بلدة من البلدان كتب لكل قبيلة يريد مسيرها معه كتابا بقدر الخنصر يطلب منهم الحضور فيأتون إليه ومعهم جميع ما يحتاجون إليه من زاد وغيره ولا يكلفونه بشئ وليس له عسكر ولا جند ولا ديوان يحصيهم وإذا انتهبوا شيئا يأخذون الأربعة الأخماس ويعطونه الخمس ويسيرون معه أينما يسير ألوفا مؤلفة لا يحصيهم إلا الله تعالى ولا يستطيعون مخالفته في نقير ولا قطمير وهذه بلية ابتلى الله بها عباده وهي فتنة من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب العقول لبسوا فيها على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم أنهم قائمون بأمر الدين وذلك مثل أمرهم البوادي بإقامة الصلوات والمحافظة على الجمعة والجماعات ومنعهم من الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط وقطع الطريق فأمنوا الطرقات وصاروا يدعون الناس إلى التوحيد فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حالهم ويغفلون ويذهلون عن تكفيرهم المسلمين فإنهم كانوا يحكمون على الناس بالكفر من منذ ستمائة سنة وغفلوا أيضا عن استباحتهم أموال الناس ودماءهم وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بارتكابهم أنواع التحقير له ولمن أحبه وغير ذلك من مقابحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها وكانوا إذا أراد أحد أن يتبعهم على دينهم طوعا أو كرها يأمرونه بالإتيان بالشهادتين أولا ثم يقولون له اشهد على نفسك إنك كنت كافرا واشهد على والديك إنهما ماتا كافرين واشهد على فلان وفلان إنه كان كافرا ويسمون له جماعة من أكابر العلماء الماضين فإن شهدوا بذلك قبلوهم وإلا أمروا بقتلهم وكانوا يصرحون بتكفير الأمة من منذ ستمائة سنة وأول من صرح بذلك محمد بن عبد الوهاب فتبعوه على ذلك وإذا دخل إنسان في دينهم وكان قد حج حجة الإسلام قبل ذلك يقولون له حج ثانيا فإن حجتك الأولى فعلتها وأنت مشركا فلا تسقط عنك الحج ويسمعون من اتبعهم من الخارج المهاجرين ومن كان من أهل بلدتهم
Page 46