Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
صلاة فأمره موسى بالمراجعة وحديث أن الأنبياء يحجون ويلبون وكل هذه الأحاديث الصحيحة لا مطعن فيها الطاعن فلا حاجة إلى الإطالة بذكرها وأيضا فقد ثبت بنص القرآن حياة الشهداء والأنبياء أفضل من الشهداء فالحياة لهم ثابتة بالأولى ثم إن الحياة الثابتة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وللشهداء ليست مثل الحياة الدنيوية بل هي حياة تشبه حال الملائكة ولا يعلم صفتها وحقيقتها إلا الله تعالى فيجب علينا الإيمان بثبوتها من غير بحث عن صفتها وكيفيتها وإذا كان الأمر كذلك فلا ينافي إن كلا منهم قد مات وانتقل من الحياة الدنيوية بمعنى أنه زالت عنه الحياة التي كانت في دار الدنيا وثبتت لهم حياة أخرى فلا إشكال في قوله تعالى إنه ميت وإنهم ميتون والكلام على ذلك مبسوط في المطولات فلا حاجة لنا إلى الإطالة بذكره فإن قال قائل إن شبهة هؤلاء المانعين للتوسل إنهم رأوا بعض العامة يأتون بألفاظ توهم أنهم يعتقدون التأثير لغير الله تعالى ويطلبون من الصالحين أحياء وأمواتا أشياء جرت العادة بأنها لا تطلب إلا من الله تعالى ويقولون للولي افعل لي كذا وكذا وإنهم ربما يعتقدون الولاية في أشخاص لم يتصفوا بها بل اتصفوا بالتخليط وعدم الاستقامة وينسبون لهم كرامات وخوارق عادات وأحوالا ومقامات وليسوا بأهل لها ولم يوجد فيهم شئ منها فأراد هؤلاء المانعون للتوسل أن يمنعوا العامة من تلك التوسعات دفعا للإيهام وسدا للذريعة وإن كانوا يعملون أن العامة لا يعتقدون تأثيرا ولا نفعا ولا ضر الغير الله تعالى ولا يقصدون بالتوسل إلا التبرك ولو أسندوا للأولياء شيئا لا يعتقدون فيهم تأثيرا فنقول لهم إذا كان الأمر كذلك وقصدتم سد الذريعة فما الحامل لكم على تكفير الأمة عالمهم وجاهلهم خاصهم وعامهم وما الحامل لكم على منع التوسل مطلقا بل كان ينبغي لكم أن تمنعوا العامة من الألفاظ الموهمة لتأثير غير الله تعالى وتأمروهم بسلوك الأدب في التوسل مع أن تلك الألفاظ الموهمة يمكن حملها على المجاز من غير احتياج إلى التكفير للمسلمين وذلك المجاز عقلي شائع معروف عند أهل العلم ومستعمل على ألسنة جميع والمسلمين ووارد في الكتاب
Page 14