Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
والسنة وعليه يحمل قول القائل هذا الطعام أشبعني وهذا الماء أرواني وهذا الدواء شفاني وهذا الطبيب نفعني فكل ذلك عند أهل السنة محمول على المجاز العقلي فإن الطعام لا يشبع حقيقة والمشبع حقيقة هو الله تعالى والطعام سبب عادي فإسناد الشبع له مجاز عقلي والطعام سبب عادي لا تأثير له وهكذا بقية الأمثلة فالمسلم الموحد متى صدر منه إسناد لغير من هو له يجب حمله على المجاز العقلي والإسلام والتوحيد قرينة على ذلك المجاز كما نص على ذلك علماء المعاني في كتبهم وأجمعوا عليه وأما منع التوسل مطلقا فلا وجه له مع ثبوته في الأحاديث الصحيحة وصدوره من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وخلقها فهؤلاء المنكرون للتوسل المانعون منه منهم من يجعله محترما ومنهم من يجعله كفرا وانمرا كا وكل ذلك باطل لأنه يؤدي إلى اجتماع معظم الأمة على ضلالة ومن تتبع كلام الصحابة وعلماء الأمة سلفها وخلفها يجد التوسل صادرا منهم بل ومن كل مؤمن في أوقات كثيرة واجتماع أكثر الأمة على محرم أو كفر لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تجتمع أمتي على ضلالة قال بعضهم إن هذا حديث متواتر وقال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس فكيف تجتمع كلها أو أكثرها على ضلالة وهي خير أمة أخرجت للناس فاللائق بهؤلاء المنكرين إذا أرادوا سد الذريعة ومنع الناس من الألفاظ الموهمة لتأثير غير الله تعالى أن يقولوا ينبغي أن يكون التوسل بالأدب وبالألفاظ التي ليس فيها إيهام كان يقول المتوسل اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم وبالأنبياء قبله وبعباده الصالحين أن تفعل بي كذا وكذا لا أنهم يمنعون من التوسل ولا أن يتجاسروا على تكفير المسلمين الموحدين الذين لا يعتقدون التأثير إلا لله وحده لا شريك له ومن الشبه التي تمسك بها هؤلاء المنكرون للتوسل قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا فإن الله نهى المؤمنين في هذه الآية أن يخاطبوا النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما يخاطب بعضهم بعضا كان ينادوه باسمه وقياسا على ذلك يقال لا ينبغي أن يطلب من غير الله تعالى كالأنبياء والصالحين الأشياء التي
Page 15