Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
التوسل وجوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وكذا بالأولياء والصالحين كما دلت عليه الأحاديث السابقة لأنا معاشر أهل السنة لا نعتقد تأثيرا ولا خلقا ولا إيجاد أولا إعداما ولا نفعا وضرا إلا الله وحده لا شريك له ولا نعتقد تأثيرا ولا نفعا ولا ضر للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره من الأحياء والأموات فلا فرق في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وكذا بالأولياء والصالحين لا فرق بين كونهم أحياء وأمواتا لأنهم لا يخلقون شيا وليس لهم تأثير في شئ وإنما يتبرك بهم لكونهم أحباء الله تعالى وأما الخلق والإيجاد والإعدام والنفع والضر فإنه لله وحده لا شريك له وأما الذين يفرقون بين الأحياء والأموات فإنهم بذلك الفرق يتوهم منهم أنهم يعتقدون التأثير للأحياء دون الأموات ونحن نقول الله خالق كل شئ والله خلقكم وما تعملون فهؤلاء المجوزون التوسل بالأحياء دون الأموات هم المعتقدون تأثير غير الله وهم الذين دخل الشرك في توحيدهم لكونهم اعتقدوا تأثير الأحياء دون الأموات فكيف يدعون أنهم محافظون على التوحيد وينسبون غيرهم إلى الاشراك سبحانك هذا بهتان عظيم فالتوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى واحد وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أحباء الله تعالى لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا فالمؤثر والموجد حقيقة هو الله تعالى وذكر هؤلاء الأخيار سبب عادي في ذلك التأثير وذلك مثل الكسب العادي فإنه لا تأثير له وحياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم ثابتة عند أهل السنة بأدلة كثيرة منها حديث مررت على موسى ليلة أسرى بي يصلى في قبره ومثله مررت على إبراهيم فأمرني بتبليغ أمتي السلام وإن أخبرهم أن الجنة طيبة التربة وأنها فيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ومثل حديث اجتماعهم لما صلى بهم في بيت المقدس ليلة أسري به ثم تلقوه في السماوات وحديث تردد النبي صلى الله عليه وسلم بين موسى ومقام مكالمته ربه لما فرض عليه خمسين
Page 13