5
ببعلها العظيم، إذ نزعته من صحابه في البلاط وخلطائه، وأسلمته للمقام بين خصومه وأعدائه، في مضارب القتال وشدة بلائه، حيث المنايا رصد للشجعان، وهو أكرم وأجل من أن يستهدف لها ويكون لي، وأنا من الموت مفتديته، ولمقدم المنون ملاقيته، لينطلق هو بالحياة ناجيا ...».
الكونتسة :
بالله ما أشد اللذعات في أرفق الكلمات، وما أحد السنان في لغة الحنان، أي رينالدو، ما عهدتك يوما أشد افتقارا إلى الحكمة منك اليوم، إذ تركتها تفر، ولو أني تحدثت إليها، لاستطعت أن أثنيها عن نيتها، ولكنها حالت دون ذلك بفرارها .
رئيس الخدم :
مغفرة يا مولاتي، لو أني قدمت إليك هذا الكتاب في الليلة البارحة لكان من الجائز اللحاق بها، ولكنها تقول إن تعقبها ذاهب سدى.
الكونتسة :
أي الملائكة مبارك هذا الزواج الغادر! إنه لن يحالفه التوفيق ما لم تنجه دعواتها الذاهبة إلى السماء مسموعة، صاعدة إلى الله مقبولة، من غضب العدالة الإلهية، اكتب يا رينالدو، اكتب إلى هذا الزوج الذي يستحق زوجته، ودع كل كلمة في مثل زنة فضلها، الذي استخف به، وصف له بدقة حزني الشديد، وإن كان به مستهينا، وأوفد إليه أنسب الرسل، لعله حين يسمع برحيلها عائدا إلينا، وإني لأرجو حين تعلم بما جرى أن تبادر إلى الأوبة، يحدوها حبها الطاهر، فلست أدري أيهما أعز عندي وأغلى قدرا، وأنا العاجزة عن التفرقة، هلم اكفل للرسول حاجته، إن قلبي لمحزون، وسني واهنة متقدمة، والحزن يطلب دمعا، والأسى يقتضي بالكلام متنفسا. (يخرجان.)
المشهد الخامس
خارج أسوار فلورنسا (صوت طبول من بعيد.) (تدخل أرملة عجوز من نساء فلورنسا وابنتها ديانا وفيولنتا وماريانا وغيرهن من أهل المدينة.)
Page inconnue