Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
97

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

وتحصيل ذلك زوائد اليقين وحقائق مقام التمكين ، وأن الله تعالى منزه عن أن يدركه أحد من خلقه ؛ لأن ذاته تقدس وتعالى امتنع بعزة هويته عن مطالعة المخلوقات ، فأجاب الله تبارك وتعالى خليله وقال : ( أولم تؤمن ) إنك لم تدركني بشرائط سر القدم ، وأنت مخلوق أسير بنعوت الحدث ، قال : ( قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) بعد رؤية جنابي في عز عظمتك وبقاء ربوبيتك ؛ لأن قلبي لا يسكن عن طلب مشاهدة جمال ربوبيتك ، وأراد عليه السلام في سؤاله حيلة كي يخرج من عجز العبودية ويلتبس بصفاء الربوبية ، ولهذا السؤال أعظم من سؤال موسى عليه السلام بأن موسى عليه السلام سأل كشف المشاهدة ، والخليل عليه السلام سأل حقيقة علم صاحب المشاهدة وصرف ربوبيته ، فإذا علم الحق سبحانه من الخليل عليه السلام أنه أراد علوم الربوبية وحقائق صفات القدمية وكنه ذات السرمدية.

( قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ) أشار إلى طيور الباطن ، التي في نقص الجسم ، وهي أربعة من أطيار الغيب ، الأول : هو العقل ، والثاني : القلب ، والثالث : النفس ، والرابع : الروح ، أي : اذبح طير العقل بسكين المحبة على باب الملكوت ، واذبح طير القلب بسكين الشوق على جناب الجبروت ، واذبح طير النفس بسكين العشق في ميادين الفردانية ، واذبح طير الروح بسكين العجز في تيه عزة أسرار الوحدانية.

( ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ) أي : اجعل العقل على جبل العظمة حتى يتراكم عليه أنوار سلطنة الربوبية فيصير موصوفا بها ليدركني بي بعد فنائه في ، واجعل القلب على جبل الكبرياء حتى ألبسه سناء قدسي فيتيه في بيداء التفكر منعوتا بصرف نور المحبة ، واجعل النفس على جبل العزة حتى ألبسها نور العظمة لتصير مطمئنة عند جريان ربوبيتي عليها ، لا تنازعني في العبودية ولا تطلب أوصاف الربوبية ، واجعل الروح على جبل جمال الأزل حتى ألبسها نور النور وعز العز وقدس القدس ، لتكون منبسطة في السكر مطمئنة في الصحو عاشقة في الانبساط راسخة في الإيجاد ، فإذا كانوا ملتبسين بصفاتي يطيرون بأجنحة الربوبية في هواء الهوية ، ويرونني بلباس الديمومية والأزلية ، ( ثم ادعهن ) بصوت سر العشق ، وزمزمة الشوق ، وجرس المحبة من بساتين القربة إلى عالم المعرفة ، ( يأتينك سعيا ) بسرعة جناح سلطان الربوبية إلى معدن العبودية بجمال الأحدية ، وتراني بعد جمعهن في مربع صدرك بعيون اللاهوتية ونور الملكوتية ، ( واعلم أن الله عزيز حكيم ) بعزك عرفان هذه المعاني واطلاعك على صفاته القديمة حكيم في ظهوره بغرائب التجلي لأسرار باطنك.

وقال بعضهم : أراد أن يصير له علم اليقين ، وعين اليقين فعل الدوام يؤمن ، والإيمان

Page 107