Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
96

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

تلطف في السؤال فقال : ( أرني ) فأري في الغير وتعجب عزير عليه السلام في القدرة ؛ ألا ترى أنه ختم قصته بالإيمان ( أعلم أن الله على كل شيء قدير )، وختم قصة الخليل عليه السلام بالعزة والحكمة فقال : ( واعلم أن الله عزيز حكيم )؛ لأن الخليل عليه السلام سأل إظهار الحكمة ومشاهدة العزة ، وعزير عليه السلام تعجب من القدرة ، فأجيب كل من حيث سأل.

وقوله تعالى : ( أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) يجوز أن الله تعالى امتحن الخليل عليه السلام بأنواع البلايا في ظاهره وباطنه ، أما ما في ظاهره ؛ فهو الذي أخبر الله تعالى في كتابه أنه ألقى في النار وعذبه بأيدي الكفار ، وأيضا ابتلاه بذبح الولد وما أشبهه.

وأما الذي في باطنه فهو ما أخبر الله من اضطراب قلبه في تحصيل إدراك محض الربوبية ، وكان يقول : هذا ربى مرة ، ويقول : ( أرني ) مرة ؛ لأنه كان يطلب من خاطره إثبات محض اليقين ، فأخبر الله تعالى عن جميع امتحانه مع خليله عليه السلام في آية من كتابه قال : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن )، ومقصود الحق سبحانه وتعالى في ذلك أن بديع بواطن أنبيائه وأوليائه بخطرات نفوسهم حتى يحترقوا بفقدان الحبيب وتتقدس عن شوائب البشرية وإلقاء الشيطانية ، وأكثر ابتلاء الخواص هكذا كإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعزير عليه السلام ، محمد صلى الله عليه وسلم .

وذكر الله تعالى أحوالهم جميعا في كتابه ، أما لموسى عليه السلام ما روي عنه أنه كان يقول في مناجاته : «أي رب ، من متى أنت!».

وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك )، وقال عليه السلام : «إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة» (1).

هكذا ابتلاء خواص الأنبياء والأولياء لا بأس ؛ لأن الرب رب والعبد عبد ، وأيضا اسأل الخليل عليه السلام مشاهدة الحق في لباس الخلق ، وأيضا أراد في سؤاله زيادة المعرفة في وسائط الآية لا من الاضطراب في الشك والتهمة.

وأيضا قال : ( أرني ) حقيقة بطنان الألوهية والربوبية ، وهذا من الخليل عليه السلام غاية استغراقه في الاشتياق وغوصه في سر حبيبه وأوصاف قدرته ؛ لأن المحب أراد أن يحيط بحقيقة ذات المحبوب من جميع الوجوه وذلك من شرط الاتحاد.

Page 106