Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
91

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

ارتبط الأشياء بأضدادها ، وانفرد هو عن الأحوال لأنه محولها.

( ما في السماوات وما في الأرض ) أذل حلاوة زهرة الكونين والعالمين عن قلوب أهل الصفوة بقوله : ( ما في السماوات ) أي : الحوادث التي استأصلها عن مزار وحدانيتي ، ألا وهي الأسرار الموحدين رغبهم بفنائهم عن الأسباب والعلامات ، ووبخ من التفت سره عنه إلى ماله ؛ لأن الالتفات من المنعم إلى النعماء شرك بالمنعم ، ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) أغرق الشافع والمستشفع في بحار مننه إذ لا يفرض كلاءة عباده إلا إلى نفسه ، وأيضا قطع أسباب حيل الوسيلة عن عناية الأزلية ، وأيضا أدب الخلق بهذه الآية حتى لا ينبسط إليه إلا من غلبه السكر والانبساط ، والأذن مقام الهيبة عند سرادق العظمة ، والحكم حال الانبساط في بساط الألفة ، والخائفون مراقبون الإذن ، والعاشقون يريدون ويقتحمون في الحكم ؛ لأن صاحب الحكم في هيجانه ملتبس بسناء التوحيد ، معتزل عن الأشباح بنعت التفريد ، أسكرته مشاهدة الحسن ، واضطرته مكاشفة القدس إلى البسط والانبساط ، وهذين الوصفين يكونان في العارف من الأنبياء والأولياء ، فالأول نعت تبت ، والآخر نعت أزلي.

وقيل : جذب به قلوب عباده إليه في العاجل والآجل.

قال الواسطي : لو جعل إلى نفسه وسيلة غير نفسه كان معلولا ، ومن تزين بإخلاصه ومحبته ورضاه توسل بصفاته إلى من لا وسيلة له إلا به قال الله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ).

قال منصور : فأي الشفيع إلى من لا يسعه غيره ، ولا يحجبه سواه.

وقال الواسطي : من ذا الذي يدعوني حتى أذن له في الدعاء ، ومن ذا الذي يؤمن به حتى أهديه ، ومن ذا الذي يطيعني حتى أوقفه ، ومن ذا الذي ينتهي عن المعاصي حتى أعصمه (1).

( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) أي : يعلم ما بين أيديهم من الخطرات ، وما خلفهم من العثرات ، وأيضا يعلم ما بين أيديهم من المقامات ، وما خلفهم من الحالات ، وأيضا يعلم منهم قبل إيجادهم ما ابتلاهم به من أسرار الأفعال المقرونة بالإرادة ، ويعلم منهم بعد كونهم من درك المعاينات في مقام العبودية من أسرار علم الأزليات.

وقال أبو القاسم : ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) لأنه لا يخرج عن علمه

Page 101