Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
38

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

وقال ابن عطاء : استعينوا على البلوغ إلى درك الحقائق.

وقال أبو عثمان : استعينوا بهم على رعاية أوقاتكم.

وقال بعض العراقيين : استعينوا بالصبر عن دون الله ، والصلاة بالوقوف بحسن الأدب مع الله.

( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ): لأن في صوم الرجال إمساك عما سوى الله ، وفي صلاة أهل الكمال عذوبة القلب من طلب مناجاة الرب ، ولا يستعملها إلا من خشع نفسه في العبودية ، وعشق قلبه بالربوبية.

وأيضا أمرهم بالعبودية ، وأرشدهم إلى جميع العبادة ، وهي الصوم والصلاة ، وأضاف تساهلها إلى أهل الخشوع ؛ لأنها الكبيرة على العاشقين.

وقال أبو عثمان : لمن خشع قلبه وروحه ، وستره بوارد الهيبة ، وطوالع الإجلال.

وقال بعضهم : لمن أيد في الأزلي تخصيص الاجتباء.

وقال ابن عطاء : إنها لكبيرة إلا على من تحقق إيمانه ، وخشع سره لعظمتي ، واحترقت أحشاؤه خوفا من قطيعتي.

( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ): وصفهم بالظن ؛ لأنهم ليسوا من أهل المكاشفة الذين رأوا ربهم بقلوبهم في غيبه ، فتوافقت بدايتهم نهايتهم.

وقيل : من وحد الله بأفعاله وطاعته ، كان توحيده على الظن ؛ ألا تراه يقول : ( استعينوا بالصبر والصلاة ).

وقال أبو عبد الرحمن السلمي : لو حققوا التوحيد ، كانت صلواتهم وخشوعهم عليهم زينا ، فلما ركنوا إلى أفعالهم ، كان توحيدهم ظنا ، وطاعتهم عليهم شيئا.

قال بعضهم : ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ): يتيقنون ، وإنما أقام الظن مقام اليقين ؛ لأن في الظن طرفا من اليقين ، وإنما ذكر الظن إبقاء على المذنبين ، وسترا على العاصين الذين ليس لهم صفاء اليقين ، ولو ذكر اليقين صرفا ، لخرجوا من الجملة.

( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ): أراد الله تعالى أن يقدس موسى من العادة والطبيعة ورسم البشرية ، بصفاء الخلوة ، ونيران الجوع ؛ ليتهيأ له استعداد تحمل أنوار المشاهدة والخطاب ، فصار سنة لأوليائه من طلاب المعرفة والمشاهدة ، تلك الأربعين.

وأيضا أراد أن يربيه في كنف قربه ؛ حتى يقدر أن يسمع كلامه القديم ؛ لأن تحمل الحقائق لا يكون لأحد ، حتى يستقيم في الواردات والصادرات من التجلي والتدلي.

Page 48